جميعنا نعيش أجواء خليجي عشرين وفرحته وسعادته وهواجسه، فكل يمني مخلص يتمنى نجاحه وأن تحظى اليمن بإعجاب الجميع وأن تحسن استضافة هذه الدورة وأن يتمتع الوافدون بالإقامة في بلادنا، ولذا نسعد حين نستمع إلى الاستطلاعات المباشرة مع الوافدين عن انطباعاتهم عن اليمن فالجميع مسرور .. وقفت عند عبارة قالها أحد الزوار: اليمن بلد جميل ومضياف وكل شيء متوفر ولكن ينقصكم الدعاية، نعم ينقصنا الدعاية، فقبل هذا التاريخ كنا نبحث في القنوات عن إعلان هنا أو هناك وخاصة قناة أبوظبي الرياضية لعلني أجد إعلاناً عن خليجي عشرين، لكن مع الأسف لم يكن ذلك الإعلان الذي يقدمونه كافياً أو حتى لائقاً بضخامة الحدث وعراقة البلد المضيف. هناك من قال: إن الدورة نجحت قبل أن تبدأ بحسن الضيافة وكرم الوفادة والأمن والأمان والهدوء، وكان المتحدث سعودي حيث قال : إن لم يكن الكأس سعوديا فأتمنى أن يكون يمنياً، وقد كان مذهولاً من الترحاب الشديد الذي حظي به منذ وصوله المطار وكل ما نسمعه يثلج الصدر فليس بغريب عن هذا الشعب الذي شهد له رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم. في حفل الافتتاح امتلأت القلوب سعادة وشوقاً ولكنا فوجئنا بمنغصات خاصة لنا نحن في المنازل، فمنها اختلال الصوت ورداءة التصوير للحفل الذي أظهر الحفل غير مرتب وعشوائياً والتركيز على الصور القريبة وعدم ابراز جمال اللوحة الفنية التي كانت بسيطة جداً ولم تحقق طموحاتنا وشوقنا لرؤيتها بناءً على حجم الدعاية السابقة لها من قبل الصحف اليمنية، وذلك لأننا في اليمن أصبحنا خبراء في عمل الأوبريتات الضخمة فكانت تلك اللوحة - قياساً لما تعودنا عليه - بسيطة .. بسيطة. في المباراة اختلطت فينا مشاعر عدة ما بين الخيبة والغضب والحنق والغيظ، فرغم معرفتي البسيطة بأمور الرياضة إلا أن التفكك كان واضحاً في تشكيل فريقنا الوطني، كما أن الهدف الذي سجل في بداية المباراة شكل صدمة أثرت على أداء المنتخب، وزاد المنتخب السعودي شراسة وحماسة، في نظري أن الحكم لم يكن عادلاً في احتساب الكرت الأحمر على اللاعب اليمني، في حين تجاهل عدة تصادمات وعرقلات واضحة ضد اللاعبين في منتخبنا.. علي النونو علقنا عليه آمالاً كبيرة، وقد قام بجهد يشكر عليه حاول كثيراً مع بقية أعضاء الفريق لكنه - في ظل تفكك منتخبنا وأمام الترابط القوي للمنتخب السعودي- لم يستطع فعل شيء ولكن (هاردلك) لشبابنا وخيرها في غيرها، لم نكن نتوقع الفوز كنا نأمل على الأقل بهدف أو حتى نصف هدف، لكن لابأس لن نلوم شبابنا أعضاء الفريق لكننا نلوم في الحقيقة على أكثر من أمر منها التكتيك والتخطيط لأداء الفريق ومنها البنية الجسمية للاعب اليمني، ذلك أن اللاعب اليمني لا يحظى بدعم كافٍ ورقابة صحية مشددة تضمن سلامة صحته لكي نضمن أداء مميزاً، لذا على المسؤولين حصر الأخطاء ووضع الحلول لها لأننا كجماهير لا نرضى أن يظل الوضع على ما هو عليه. في خليجي عشرين امتزاج للعديد من العواطف الفياضة من سعادة وحب وإخاء وفخر وحماس .. في خليجي عشرين أثبتت اليمن أنها الحضن الدافىء الذي احتوى كل الأشقاء لتقول للجميع: نحن إخوة، واليمن بخير واليمن سعيد وآمن واليمن قوي بقلوب هذا الشعب المضياف وهذا القائد الحكيم الفذ .. مرت 3 أيام على هذه الفعالية أثبتت اليمن للجميع ان فيها رجالاً يستطيعون بالحب والإخلاص حماية البلاد وحماية ضيوفها وحراسة مكتسبات الوحدة.. في خليجي عشرين أثبت الشعب اليمني انه فياض بالحب والترحاب رقيق الفؤاد ولين القلب، في خليجي عشرين كشف الأشقاء النقاب عن جمال هذا البلد ولامس عن قرب حرارة وعمق المشاعر التي يختزنها هذا الشعب الكريم المعطاء ويتمتع الزوار بطبيعة بلادنا الساحرة ونقاء هوائها. فنقول مجدداً: أهلاً وسهلاً بكل الضيوف، وحظاً موفقاً لمنتخبنا في المباراة القادمة، أما نحن اليمنيين فإن أمامنا سؤالاً أن نسعى في البحث عن إجابته لوضع معالجة حقيقية لحال الرياضة في بلادنا،وهذا السؤال هو : ماذا ينقصنا؟!