كنا غير مصدقين أن قطر سوف تفوز بشرف استضافة مونديال 2022 لكرة القدم وأنها وقعت بين مجموعة كبار على رأسهم الولاياتالمتحدة في التطور والخبرة كون أمريكا واليابان بالاشتراك مع كوريا الجنوبية قد سبق وأن استضافت أحداثاً رياضية مماثلة ومنها كأس العالم ولديها تقنيات عالية جداً لوحت بها كل من هذه الدول لدى الفيفا لإقناع اللجنة التي تتولى فحص الملفات المقدمة لها من كل دولة ومنها استراليا وتزورها للاطلاع على استعداداتها مباشرة.. غير أن إعلان اختيار قطر للاستضافة وجد أصداء متباينة, فالفرحة غمرتنا كعرب إلى أبعد الحدود وفي المقدمة أمير قطر وزوجته ومسؤول اللجنة القطرية التي أعدت الملف الذي قدم له ذلك المسؤول بعبارات مقتصرة مفيدة وأكملتها الشيخة موزة حرم الأمير حمد بن خليفة والمتمركزة حول حث الفيفا على لفت نظرها إلى هذه المنطقة خاصة والشرق الأوسط وشمال افريقيا عامة بعين لاتقلل من قدرة العرب بدون استثناء على تنظيم بطولة المونديال أو كأس العالم.. فقد كانت قطر عند المستوى الدقيق من التنظيم لبطولة آسيا التي استضافتها قبل سنوات قليلة أثنى عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم خاصة ووفود الدول المشاركة عامة واعتبروها بحق رائعة بكل المقاييس.. أما الصدى السلبي فقد جاء من الولاياتالمتحدة وبلسان رئيسها أوباما الذي لم يتردد في اتهام الفيفا بأنها أخطأت في اختيار قطر لتنظيم منديال أولمبياد 2022 بالحرف الواحد ومانظنه إلا استجاب للمستنكرين لدواع سياسية من حوله وكأن هذه الفعاليات ذات الطابع العالمي من حقهم فقط وإن تكررت وأنه لايجوز للآخرين غيرهم احتكارها.. وكانت الفيفا قد تلقت توبيخاً مماثلاً عندما قررت إقامة بطولة 2010 في جنوب افريقيا وبذلت الدول المنتقصة من الآخرين جهوداً حثيثة لإثناء الفيفا عن قرارها لكن الهيئة الرياضية الدولية مضت قدماً مع حكومة جنوب افريقيا في الاستعدادات ومن ثم إقامة البطولة بنجاح لم ينكره إلا القلة, أما الجماهير المشجعة لرياضييها فقد سعدت بمعرفة هذا البلد بتقاليده وتنوع الحياة البرية والبحرية فيه والاطلاع على المناطق الساحرة ذات الطبيعة الخلابة.. وحرصوا على مشاهدة الزعيم الوطني نيلسون مانديلا مباشرة في حفل الافتتاح لما لهذا الرجل من تاريخ نضالي يشبه نضال الزعيم الوطني الهندي المهاتما غاندي فكلاهما سجنا لسنوات عديدة وعُذّبا في سجنهما ولكنهما خرجا مرفوعي الرأس على مستوى العالم وحققا لشعبيهما الاستقلال.. قطر قطرت مونديال 2022 لمعظم المسافة ولم يعد هناك مايشغلها إلا الإيفاء بما وعدت وستفي بالوعد بكل اقتدار وستشهد لها كل الدول المشاركة في ذلك الوقت إن شاء الله وإن بُعد.. متمنين لأنفسنا طول العمر حتى نعبر عن سعادتنا وافتخارنا بدولة عربية عظمى كما وصفها أحد المعلقين رغم صغر مساحتها، والمال عندما يكون بأيدي عقلاء وطنيين لايذهب سدى بل يستثمر في كل مجال وفي كل اتجاه..