يبدو أن بعض وسائل الإعلام المحلية تتعمد البحث عن الأخبار المثيرة والمسيئة لسمعة اليمن، وتعمل هذه الوسائل ليل نهار في هذا الاتجاه لدرجة أن المتابعين لتلك الأخبار المسيئة للوطن يتساءلون، لماذا لا نجد في تلك الوسائل إلا ما يسيء إلى اليمن؟ وهل العاملون في تلك الوسائل لا يعرفون عن اليمن إلا تلك الأخبار الملفقة والكاذبة، والتي تأتي من مصادر معادية لأمتنا العربية والإسلامية؟ إن انعدام الشعور بأمانة المسئولية الوطنية وروح الانتماء تجعل البعض ينخرط في صفوف المعادين للوطن دون أن يدرك ذلك، وضعف التربية الوطنية لأولئك يقودهم إلى هاوية مزالق الشيطان، ويظن في النهاية أن ما يفعله يخدم الوطن بذلك الفعل الممقوت، ولم يدرك أن فعله بات يجلد الوطن ويخدم العدو، ويحقق أغراضه العدوانية على السيادة الوطنية، ولم يدرك أن بحثه عن الأخبار المنشورة عن اليمن في الخارج الهدف منها إثارة الفتنة وإضعاف الثقة وإقلاق السكينة العامة، والتأثير السلبي على الجبهة الداخلية وتعكير صفو الحياة الآمنة والمستقرة. إن ضعف الانتماء لدى الباحثين عن هذه التلفيقات المسيئة إلى اليمن دفعهم بطريقة أو بأخرى إلى أن يكونوا أدوات مباشرة لخدمة العدو بلا مقابل ودون سابق معرفة، وقد استفاد العدو من ذلك الضعف في الانتماء، وقدم لأصحاب النفوس المريضة الطعم الذي جرهم إلى هاوية الشيطان والخدمة المباشرة للعدو، وعملوا على تنفيذ أهدافه وبث سمومه دون أن يخسر العدو شيئاً يذكر، بل إن هذا العدو الذي استدرج ضعاف النفوس سيبرئ نفسه مما أثير عن اليمن عند المطالبة والمساءلة القانونية، ويصبح الضحية ذلك الغبي، الذي وجد في التسريبات والتلفيقات عن اليمن ما يناسب هواه المريض، وظن أنه في منأى عن المساءلة عندما نسب تلك التخرصات إلى المصادر التي بذل عناءً في البحث عنها وعمل على الترويج لها. إن القائم على أية وسيلة إعلامية ينبغي أن يكون لديه قدر من المعرفة السياسية؛ ليفهم الخبر ويحلل مضمون الرسالة الإخبارية، ويدرك المغازي والأهداف المراد إيصالها إلى الجمهور المتلقي، ومن ثم يستطيع هذا الإعلامي السياسي أن يتجنب الخطر ويفوت الفرصة على العدو الذي وضع السم في العسل، ويجنب نفسه الوقوع في الشرك، وينأى بنفسه عن الشبهة ويبقي نفسه في الدائرة الوطنية، فهل يدرك اللاهثون عن أخبار الإثارة ويكفوا عن هذا الفعل الخطير؟ وهل بالإمكان العودة إلى جادة الوطن؟ نأمل ذلك بإذن الله.