اكتشفت في لبنان عدة خلايا تجسسية لحساب إسرائيل ومنذ أكثر من عامين وقبض على عدة أشخاص بارزين في الاتصالات والجيش والشرطة وآخرين يعملون في مؤسسات مصرفية ومالية وأخرى وصفها بعض اللبنانيين بالحساسة لدرجة أنهم يتخوفون من العواقب إذا ذكروها بالاسم خشية أن تلصق التهمة بالمسئولين عليها بالعمل لحساب إسرائيل. وكانت أحدث مفاجأة مفجعة تلك الأجهزة التي تم العثور عليها في الباروك والنطرون ومرج عيون بجنوب لبنان فجأة في حروف صغيرة أو موضوعة بين وتحت صخور بعيدة عن الطرق والحركة وهي من أحدث وأخطر أجهزة التنصت واستراق المكالمات من أعلى إلى أدنى مستوى عبر الهواتف النقالة أو التلفون الثابت, وتبين أنها تستطيع الاشتراك أثناء المكالمات الداخلية والخارجية وبأرقام المشتركين اللبنانيين والاطلاع على كل الأسرار والمعلومات.. وفي هذه الأثناء أعلن في كل من مصر وسوريا عن ضبط شبكات تجسس إسرائيلية جنودها سوريون ومصريون ومعهم إسرائيليون اعترفوا خلال التحقيقات معهم بأنهم كلفوا بتجنيد أكبر عدد من المواطنين السوريين والمصريين وعلى أسهم بعض المسئولين والموظفين لجمع المعلومات العسكرية والأمنية والمدنية والصناعية وتحديد مواقع المنشآت العسكرية والأمنية والمصانع وخاصة العسكرية. وكل ما ينتج هذا التغلغل الاستخباراتي الإسرائيلي قصف وتدمير ماتسميه إسرائيل مفاعلاً نووياً سورياً في دير الزور القريبة من دمشق , وحينئذ تفجرت أزمة حقيبة أو وزارة الاتصالات اللبنانية وقيل بأن الأطراف الداخلية اللبنانية تصادمت من أجل حيازة تلك الوزارة ثم بدأت التساؤلات بين اللبنانيين عن سر الصراع الذي قاده حزب الله الذي أعلن وجود جواسيس في تلك الوزارة يعملون لصالح إسرائيل وحاول الحصول على مساعدة أحزاب أخرى لدعم مطالبته بها من أجل أن يتمكن من كشف أخطر عملية تجسس وأوسعها نظراً لما يترتب على ربط أرقام الهاتفين النقال والثابت والاتصالات العسكرية بشبكة الاتصالات الإسرائيلية. وقد حذر مسئول حربي لبناني من سيطرة إسرائيلية على مؤسسات وشبكات الاتصالات في الدول العربية مجتمعة نظراً لتاريخ هذه الدولة واستراتيجيتها في التجسس حتى على حلفائها مثل الولاياتالمتحدة التي يقبع أحد مواطنيها واسمه جوناثان بولارد في السجن منذ عشرين عاماً بعد الحكم عليه المؤبد بتهمة التجسس وإعطاء إسرائيل معلومات خطيرة عن صناعة الطيران الحربي والأقمار الصناعية والأسلحة النووية والجرثومية رغم ماتحصل عليه إسرائيل من تلك الأسلحة وبكميات تجعلها أقوى من الدول العربية كلها.