قلنا مراراً وتكراراً: إن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية مطلقاً.. وقلنا أيضاً: إن الخطأ غير العمد ليس عيباً فاضحاً، ولكن العيب الفاضح هو الإصرار على ارتكاب الخطأ, والدفاع عن الفاعل، والغريب أن صور الأخطاء تتكرر في كل مكان, ولكن للأسف يصر البعض على الخطأ وفعله, فعلى سبيل المثال بعض القوى ترفع شعار التنمية وتقف ضدها, وترفع شعار الديمقراطية وتقف أيضاً ضدها, وترفع شعار التعددية الحزبية وترفض الاعتراف بالآخرين.. وهذه النماذج الممقوتة شهدتها ساحتنا اليمنية, فقد رأينا قوى سياسية حزبية ترفع شعار الديمقراطية، وعندما وجدت أنها لا تحقق رغبتها انقلبت عليها, ورأينا ذات القوى تصر على التعددية الحزبية وعندما وجدت أنها لا تحقق رغبتها الخاصة رفضت الاعتراف بالآخر, وجعلته عدواً أو كأنه لم يكن، وتبين أن هذه القوى تريد ديمقراطية مفصلة عليها وتعددية حزبية تؤمن بما تقوله هي دون غيرها، واتضح أن الشعارات التي ترفعها ستاراً لمخادعة الجماهير فقط . إن الانقلاب على الشعارات دليل على عدم الإيمان بالمبادىء والقيم والمثل, فالذين تحدثوا عن الدفاع عن التنمية في جزء معين من الوطن ظهروا اليوم على حقيقة أهدافهم الخاصة، فبعد أن قامت الدولة بتحريك عجلة التنمية في تلك المناطق وقف هؤلاء الأدعياء ضد التنمية, واستأجروا الأشرار والمغرر بهم من أجل منع عجلة التنمية, وتبين أن الهدف من ذلك كله هو البحث عن وسيلة لتحقيق غايات خاصة بمجموعة تريد السيطرة على الثروة واستعباد الناس, وقد اتضح ذلك بعد أن عجز المخربون عن إيقاف عجلة التنمية، ولم يكن أمام صنّاع الأزمات إلا أن يظهروا على حقيقتهم وأهدافهم العدوانية على مقدرات الشعب, فهاهم اليوم لا يتكلمون عن التنمية التي اتخذوها شعاراً، بل يقولون: إن المطلوب هو تقاسم الثروة، وهنا تظهر الحقيقة أن هؤلاء لا يؤمنون بديمقراطية ولا بتعددية حزبية ولا يريدون تنمية تصل إلى كل شبر من أرض الوطن, وإنما يريدون تقسيم الثروة بين مجموعة من المنتفعين ويحرمون الشعب من هذه الثروة, فهل بعد هذه الفضيحة ما هو أعظم؟.. إن على الشعب أن يتنبّه لمثل هذه الدعوات الشيطانية, ويدرك أن أمثال هؤلاء لايهمهم الشعب بقدر مايهمهم مدى الاستفادة من ثروة الشعب, ولكن صوت الوطن أقوى بإذن الله.