هكذا هي عصابات التخريب والإجرام والغدر والإرهاب تمارس أفعالها الإجرامية القذرة بحق أبناء الشعب اليمني, حيث دأبت على سفك الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء ظلماً وبهتاناً, متخذة من الدين عباءة تفصلها كيفما تشاء, ومتى تشاء.. ما حدث يوم الجمعة الماضية من قبل عناصر "تنظيم القاعدة" عمل إرهابي غادر وجبان, حين عمدت هذه العصابة إلى مهاجمة نقطة عسكرية في لودر- أبين, ماأدى إلى استشهاد "10" جنود أبرياء.. رفرفت أرواحهم عالية في يوم عظيم ومبارك "يوم الجمعة" إلى جنان الخلود والفراديس العليا بإذن الله.. هذه الأعمال الإرهابية التي يمارسها إرهابيو القاعدة تعكس طبيعة حقدهم الدفين على هذا الوطن وكل شيء جميل فيه.. وعلى كلِّ مكتسبات الثورة والجمهورية والديمقراطية.. بل ويكشف هذا الحادث انتهاك عناصر القاعدة لكل أخلاق ومبادىء الدين الإسلامي الذين يتسترون تحت جلباب الإسلام والجهاد.. والإسلام بريء منهم ومن أفعالهم, لأنه دين السلام والأمن, دين الوسطية والاعتدال, لا دين الغلو والتطرف والإرهاب.. والقتل والغدر والإجرام.. فأي شريعة تحكم هؤلاء القتلة الخارجين عن الدستور والنظام والقانون.. وعن كل الأعراف والتقاليد اليمنية، حيث لم تراعِ هذه العصابة حُرمة (يوم الجمعة) عيد المسلمين.. من أين تشرّب هؤلاء الضالون المارقون هذه الأفكار والمعتقدات الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية؟ حاشا وكلا أن يكون هؤلاء منتسبين لليمن؛ لأن اليمن هي بلد الإيمان, وبلد الحكمة, أو منتسبين لأمة الإسلام؛ لأن الإسلام دين الرحمة والتسامح والسلام. من بين الشهداء الذين سقطوا في هذا الحادث الإجرامي الغادر الأخ العزيز الجندي توحيد عبدالحق أحمد اليوسفي- رحمة الله تغشاه- زميل الدراسة وصديق العمر.. فلي معه حكايات وأيام لاتنسى, حيث عشنا سوياً أيام الدراسة, وكانت أحلى الأيام، وكان يبشرني كل عام بالنجاح قبل إعلان النتائج..وللشهيد «توحيد»في ذاكرتي مكانة هامة فهو أكثر من صديق, هو أخ عزيز وغالٍ, دائماً ماكان يُدخل البهجة إلى قلبي, وإلى كل صديق عزيز عليه, فهو واحد من زملائي أيام الدراسة قضينا معاً أحلى ليالي السهر, إما في مذاكرة الدروس أو في حراسة «أحوال القات» في القرية.. ولكن يبدو أن الحراسة قد أخذت عقلك يا توحيد واستهوتك, فالتحقت بالجيش, وأبيت إلا أن تكون حامياً وحارساً لتراب هذا الوطن, الذي يستظل تحت لوائه ويتنفس نسيم هوائه هؤلاء القتلة والمارقون ويُحسن إليهم, و"لكنهم لايحسنون صنعاً" حيث تنقلت بين ربوع الوطن جندياً مخلصاً تؤدي واجبك على أكمل وجه بدءاً من صنعاء, وصافر- مأرب, وثمود إلى أن وصل بك المطاف إلى أبين.. وفي أبين كانت الخاتمة ويا لها من خاتمة مضمخة بألق الشهادة وروعة التضحية والفداء والذود عن حياض الوطن اليمني. أخي الشهيد"توحيد" بعد أن واريناك الثرى أيقنت أن أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً لن أراه ثانية بعد اليوم.. ولن أسمع صوتك وأنت تناديني ب«ابن الرؤوفي»..أخي «الشهيد» توحيد نم قرير العين, مطمئن البال.. فلقد اختارك الله إلى جواره في يوم الجمعة, ويا له من فضل عظيم وكبير أن يموت أحد في يوم الجمعة, ولكن لفضل الله عليك أنت، زدت على ذلك أنك مت شهيداً وفي يوم الجمعة، وعلى أيدي فئة مارقة ضالة..مآذن الدنيا تنادي المسلمين إلى الصلاة في يوم الجمعة, وأنت رياض الجنان تناديك للتحليق فيها, والحور العين تناديك.. إلينا.. إلينا. أخي الشهيد«توحيد».. هنيئاً لك الشهادة.. هنيئاً لك المجد والخلود.. أما أنتم أيها القتلة فسحقاً لكم ولكم الخزي والعار.. فها هي دماء الشهداء تلعنكم صبحاً ومساءً, وتلعن نهجكم وإرهابكم. المجد والبقاء للوطن.. والرحمة والغفران للشهداء.. والزوال والفناء للإرهاب وأهله..