أعجبني خطيب الجمعة، وهو يخطب في الناس في يوم ال(21) من يناير حرصه على الوطن، على اليمن ..مؤكداً للمصلين أن اليمن كالسفينة الواحدة، والشعب كله على هذه السفينة سلطة،ومعارضة، ومواطنين, الجميع على السفينة اليمنية .. والمفترض من الجميع أن يحرص على وصول السفينة إلى بر الأمان ..لأن من يحاول أن يخرق السفينة لإغراقها .. فليعلم أنه غير ناج من الغرق .. أيضاً أشار إلى أن السفينة لا يمكن أن تصل إلى بر الأمان مجزأة، فمن أراد أن ينفصل بجزء من السفينة، ويستقل به لنفسه .. فذلك تفكير أحمق، وجنون .. لأنه لو حاول، أن يفصل الجزء الذي يتحكم عليه من السفينة فسيغرق بالجزء المفصول، وسيغرق بقية السفينة.. فالسفينة لا تبحر إلا كاملة، كتلة واحدة، ولو تجزأت يصعب عليها الإبحار وستذهب للغرق هي وكل من عليها، ولن ينجو أحد. هكذا هي اليمن كالسفينة أمنها وأمانها، وسلامتها موحدة ..وعليه فاليمن يعيش عليها الجميع وهي تتسع للجميع، وإن اليمن أرض عليها “دولة” و”معارضة” و”مواطنون” وكلهم مسئولون عن أمن وأمان واستقرار، وسلامة، ووحدة اليمن .. وإذا كانت هناك مسائل خلافية فإن الحوار البناء، والديمقراطي هو السبيل الوحيد للخروج من الخلاف إلى الوفاق، ولتجاوز الأزمات إلى الانفراج.. أما العنف والتخريب والفتن والدعوات الانفصالية ..فكل من ينتهجها إنما قد اختار النهج الخاطئ، والطريق غير الصائب، والأسلوب غير السليم. وقد أعجبني “الخطيب” وهو يؤكد على الأحزاب وقياداتها أن تذهب إلى الحوار وفي عقلها وضميرها اليمن، الوطن، الأمة .. وتتحرر من المطامع الحزبية الأنانية ..لأن المصالح اليمنية الوطنية لن يختلف عليها اثنان، ولا يحدث الخلاف إلا حول المصالح الشخصية وهي مرجعيات بشرية يمكن تغييرها بالحوار السلمي الديمقراطي ..وليس بالعنف والتخريب واستهداف وحدة اليمن .. وفي الأخير لا مندوحة ولا حرج في أن أذكر الخطيب والجامع “إنه خطيب جمعة الحمزة”.