صحة الناس مش ولابد.. حقيقة لاتظهر في الزحام اللافت في المستشفيات والعيادات فحسب، وإنما في الذين قرروا اعتبار أنفسهم قادرين على العلاج الذاتي بوصفات يطلبونها من الصيدليات بدون روشته طبيب. المشغولون بقضايا الداء والدواء يقولون لنا.. لايجوز أن نصف لبعضنا العلاجات ونشتريها مباشرة من الصيدليات.. ومايصلح من المضاد الحيوي ل«زيد» لايصلح بالضرورة ل «عبيد».. لكننا نصر على وصف العلاجات من صيدليات لاتقول لا أبداً وإنما تبيع.. المشكلة أنه لا إحساس بخطر مانفعله، حيث لاتشريع يمنع صاحب الصيدلية من البيع بدون روشته ولامتابعة توقف مجمل الممارسات الخاطئة ذات التأثير المدمر على المدى البعيد.. فأي شخص يشتري لنفسه أو لغيره المضاد الحيوي، حتى أن مثقفين يصفون لأنفسهم الأدوية مجترين نفس أخطاء العامة. وحسب أهل الطب الراصدين للظاهرة فإن الجرثومة أشكال وسلالات.. وأن الفيروسات لاتتجاوب مع المضادات الحيوية وأنه عند أخذ جرعة المضاد الحيوي حتى لو كان الدواء المناسب يجب أن تكون جرعة كاملة وإلا اكتسبت الميكروبات المقاومة الشديدة، فلا ينفع الدواء مستقبلاً وتظهر سلالات جراثيم يصعب قتلها. في الدول المتحضرة التي تهتم بصحتها يستحيل أن يذهب شخص إلى الصيدلية ويطلب المضاد الحيوي.. أما عندنا فالكل يصف العلاج والكل يبلع الأدوية بدون استشارة طبيب.. أو بروشته لايسبقها فحص دقيق أو تشخيص كمساهمة من الطبيب في إشاعة المزيد من ثقافة الجهل والمرض.