لم تكن ردّة الفعل لدى بعض عناصر القوى السياسية بمستوى الشعور بأمانة المسئولية تجاه ما بلوره الرئيس علي عبدالله صالح في مبادرته الوطنية التي تجاوزت كل التوقعات وعبّرت عن مستوى حسّه الكبير بالحرص على الوطن وسلامة المواطن وتحقيق الخير العام للناس كافة, ودرءاً للفتنة التي أشعل نيرانها الحاقدون على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وسلامه الاجتماعي. بل جاءت الردود باهتة وهزيلة تعبّر عن خيبة الأمل الذي كانوا يسعون إلى تحقيقه وهو إيصال البلاد والعباد إلى حالة الانهيار التام الذي تحدثوا عنه وقدموا للقوى الخارجية تقارير عنه, وأنهم يسعون إلى إيصال اليمن إليه، ولذلك كانت ردة الفعل الجماهيري أعظم وأنبل بكثير مما سمعناه من بعض عناصر القوى السياسية. وكان الخروج العفوي الذي شارك الشعب فيه كافة للمباركة والتأييد المطلق لما طرحه الرئيس من المبادرة الوطنية الكبرى صفعة تاريخية كبرى للذين يحيكون المؤامرة على الشعب اليمني ووحدته، وقد أصاب هذا التأييد الشعبي للرئيس ومبادرته الوطنية والإنسانية المتآمرين في مقتل, وقطع الطريق على المزايدين والمخادعين, وفتح الباب على مصراعيه لكل من كان لديه ذرة من الوطنية والإنسانية ليسهم في الفعل الوطني الخلاق، وقضى على الفتنة, وأغلق الأبواب والنوافذ أمام صنّاعها وأدواتها, وتجاوز بها اليمن أكبر مخطط عدواني إرهابي كان يستهدف الدولة اليمنية والرقعة الجغرافية لليمن. إن المبادرة الوطنية الكبرى للرئيس أكبر تعبير على صفاء الرجل ونزاهته وحبه لوطنه وأبناء شعبه كافة، وهي كذلك برهان عملي جديد تسقط رهانات الكيد والزيف السياسي والتضليل الإعلامي الذي يمارسه البعض، وهي محك عملي للذين يتذرعون ببعض الأقاويل ويجعلونها عقبة في العودة إلى طاولة الحوار. وبات على الرأي العام المحلي والإقليمي أن يكون منصفاً وأن ينحاز إلى الموضوعية والمصداقية وإلى خير اليمن واستقراره ووحدته، لأن ما قدمه الرئيس يعد عملاً وطنياً وإنسانياً تجاوز كل التوقعات, وسما فوق الجراح وغلب المصالحة الوطنية بكل معانيها ودلالاتها، وفتح آفاقاً مستقبلية تبشر بالخير العام والوفير, وأعطى نموذجاً متميزاً في الولاء لله ثم الوطن والثورة والوحدة. ونأمل أن يقابل بنفس الحس الوطني المسئول الذي يبني ولا يهدم, الذي يجمع ولا يفرق, الذي يصنع الخير العام ويمحو آثار الشرور والفتن بإذن الله.