ما رأيته عبر شاشات الفضائيات من تدمير وتخريب وأعمال عنف في مدينة “عدن” شيء يناقض واقع عدن المدني وارتفاع الوعي بالمسئولية لدى أبناء عدن. أنا كما غيري أؤمن بحق الأفراد في التظاهر وكذلك حق الاعتصام بالطرق السلمية التي لا تؤدي إلى قتل وجرح الأبرياء من المواطنين أو جنود الأمن الذين من المفترض أن يحموا مثل هذه التظاهرات المشروعة في ظل الأنظمة الديمقراطية, وأغلب الظن أن مندسين وبلاطجة قد اندسوا بين المتظاهرين وعملوا على تحويل مثل هذه المظاهرات السلمية إلى تخريب وتدمير. فالمواطن العادي وبالأخص في عدن لا يلجأ إلى الفعل التخريبي, لأن ثقافته العالية تمنعه من أن يتحول إلى مخرب أو مجرم, كثيرة هي التساؤلات التي تحيط بما حدث في مدينة عدن “ثغر اليمن” والعاصمة الاقتصادية. إن أبناء عدن تربّوا على حماية المال العام والاهتمام بكل المرافق الخدمية: المدرسة, المستشفى, سيارات الخدمات العامة, الحدائق, وكل المرافق والمنشآت التي هي لخدمة عموم المواطنين, من هذا المنطلق نجد أن من قام بكل هذا العنف والتخريب ليس منهم وإنما هو دخيل على المدنية.. أو دخلاء اندسوا بين المواطنين وعمدوا إلى تخريب المظاهرات السلمية وحرفوها عن هدفها لجعلها مسيرات خراب ودمار وسفك دماء الأبرياء.. وهو ما يؤدي إلى مزيد من الآلام والجراح ومزيد من انتشار الفساد.. إذ إن ما تخرب سوف يستفيد منه الفاسدون ومصاصو دماء المواطنين.. والذين نتمنى أن تكون هذه الأحداث التي تمر بها بلادنا بداية لتصحيح الأوضاع واستئصال مثل هؤلاء من جسد الدولة.. فالفاسدون هم من يستفيدون من الفوضى والخراب.. وهم سبب كل هذا الدمار والخراب. من حقنا جميعاً ممارسة حرية التعبير عن الرأي ولكن بدون تخريب من أي طرفٍ كان في السلطة أو المعارضة. كما نتمنى من القوى السياسية بدء حوارها.. أن لا تستثني الشباب من هذا الحوار.. فأعتقد أن الشباب الآن هم الفئة الأقدر على طرح مطالب الشعب.. وعلى التعبير عن الإشكالات التي تعترض طريق الإصلاح والتغيير في اليمن.. فلا أعتقد أن أحداً في اليمن حتى رئيس الجمهورية ضد الإصلاح والتغيير.