«كل نفس بما كسبت رهينة» تقرر الآية أنه لا مجال لأن يدفع الآخرون فاتورة أخطائك ولا أحد يمكن أن يتحمل أوزارك نيابة عنك, أنت فقط مسئول عن نفسك وعن خياراتك سواء أكنت على صواب أم كنت على خطأ , من هذا المنطلق يصبح من الغباء أن تعيش كما يرسم لك الغير وتلعب الدور الذي اختاره لك الآخرون . بماذا تؤمن ؟ وماذا تريد ؟ وما هي البصمة التي تريد أن تتركها بحيث يقال «مر وهذا الأثر» ؟ الإجابة على هذه الأسئلة تحمل في طياتها الجوهر الذي يميزك عن البقية حتى وإن وجدت بينك وبين البعض تشابها فلا ضير لأنك حينها تكون قد عرفت الحد الفاصل بين ذاتك المستقلة والذوات الأخرى, وعرفت الفارق الكبير بين الانسياب الحر والذوبان في الأول أنت تستطيع أن تحدد اتجاهك وتملك قرارك وفي الثاني أنت مجرد أسير للعقل الجمعي حيث تصبح الاتجاهات لديك اتجاها واحدا وتتماهى الألوان في عينيك فتصير لونا بلا ملامح وحينها تغدو جمالية الكون بأسره أكذوبة . كن أنت , ارفض بشدة أن تكون نسخة مكررة عن غيرك , ارسم لوحتك التي لا مثيل لها , انحت تمثالك الخاص بك , انسج قصيدتك الفريدة , وسطر كتابك الخلاق , وهذا فقط ما سيجعلك تعرف جيدا إذا ما كنت قائدا يمسك كتابه بيمينه أو مجرد تابع تتقاذفه الأمواج وتذروه الرياح حجته البليدة “ ذلك ما وجدنا عليه آباءنا». فاصلة : يا إلهي كم تقمصنا دور الإله بقصد وعن غير قصد فادعينا الغيب وحاكمنا النوايا ونصبنا أنفسنا قضاة على الآخرين , وكم أصابت سهام نظراتنا المليئة بسوء الظن أناسا كل ذنبهم في الحياة أن لهم وجهة نظر وزاوية أخرى غير التي ننظر منها فهل تسامحنا يا رب ؟