يا رجال اليمن الحكماء .. اصغوا لنداء ضمائركم المؤمنة الخيّرة ولا يغلب عليكم نداء الهوى وتأزيم الوضع والمصالح الضيقة. لا توقعوا الوطن في الفخ الذي خطط له اعداء اليمن أعداء العروبة والإسلام الذين يستخدمون ضدنا اليوم سلاحاً جديداً هو سلاح التفرقة بين أبناء الوطن الواحد .. سلاح إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمصلحية والحزبية حتى يدخلونا في صراعات لها أول وليس لها آخر..! سلاح المطالب الحقوقية والتي لا نختلف على مشروعيتها التي جندوا لها نماذج من أبناء جلدتنا ودربوهم تحت عدة مسميات وأعادوهم إلى أوطانهم ليمثلوا شرارة الانفجار وتأزيم الوضع حتى أنسونا نداء الوطن واستغاثته الذي أصبح اليوم يخسر من أبنائه بين أبنائه أنفسهم!. إن المطالب الحقوقية المشروعة لا تأتي إلا بطرق مشروعة وسلمية .. وأهم مطلب هو الحفاظ على أمن واستقرار الوطن.. وإلا فأي مطالب ستحقق في ظل الفوضى والخراب والدمار والقتل!! يا حكماء اليمن .. إن أعداءنا اليوم يحيكون لنا المؤامرات والدسائس كي يعم الخراب والدمار تحت مسمى (الفوضى الخلاقة) لكي يجزئوا المجزأ وينشغل كل قطر بمشاكله فلا نفكر في الأجزاء الأخرى من الجسد الواحد.. ففلسطين تئن وتستغيث ولا أحد يلتفت إليها, والعراق لم يتعافَ بعد, والسودان سُلخ منه الجنوب, والصومال حروب طاحنة, ومصر وتونس والجزائر وليبيا والبحرين في مظاهرات مستمرة .. وهاهي اليمن اليوم بلد الحكمة والإيمان الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا اشتدت الفتن فعليكم باليمن). إن المخطط كبير وعميق ومدروس وله توقيت واحد لتعم البلوى وطننا من المحيط إلى الخليج .. ونحن نتفق أن هناك إخفاقات وقصوراً في كثير من الجوانب ولكن لا يكون الحل بهذا التصعيد حتى الانفجار.. ليستغل اعداؤنا لفْظَ نزاعنا ونحن في النفس الأخير. ياللعار والذل والهوان الذي ستصل أوطاننا وأنفسنا إليه.. لماذا لا نفكر في العواقب الوخيمة الذي سيؤول إليه الوضع لو تطور أكثر مما هو عليه لا قدر الله .. وسيعود الاستعمار ولكن هذه المرة بطلب منا. ناشدتكم الله أن تعودوا إلى جادة الصواب وأن تفكروا بعقولكم وبالأمانة الملقاة على عاتقكم .. لا بمصالحكم الشخصية الضيقة .. لاتفكروا بلغة الانتقام والتحدي والتأزيم لينتصر طرف آخر وليضع كلٌ منكم نفسه مكان الآخر وكيف سيتعامل مع مثل هذا الوضع بكل صدق وأمانة أمام الله أولاً وأمام ضمائركم الخيّرة والشعب ثانياً. ناشدتكم الله أن يفكر كل واحد منكم بالحلول الحقيقية لهذا الوضع ولتتعاونوا جميعاً لتفويت الفرصة على أعداء الوطن أعداء الدين والأمة حتى تكونوا النموذج الذي يحتذى به في المنطقة. وثقوا تماماً بأنكم تتحملون المسئولية جميعاً أمام الله وكلكم له دور فعّال في الساحة .. ولا يكون ذلك إلا بالتعاون على الخير والصلاح والبناء وليس بالتمادي في العناد وتصيّد الأخطاء ووضع العراقيل أمام الآخر وتدمير منجزات الوطن. وأقول إن الرسالة قد وصلت وأن الهزة كانت عنيفة وقوية وأن الجماهير لن ترحم من كان سبباً في شقائها وعنائها وأن الفرصة سانحة لتصحيح الأوضاع ومحاكمة الفاسدين لو استغللناها الآن وأن الاستجابة لكثير من المطالب قد أعلنت فلا نقطع الطريق أمام التصحيح ونحكم مسبقاً بعدم توفر النية الصادقة. وكما يقال: (إذا أحسنت القول فأحسن العمل؛ ليجتمع معك مزية اللسان وثمرة الإحسان) وكما قيل : الناس بالناس ما دام الحياء بهم والسعد تاراتٌ وهبات وأفضل الناس بين الورى رجلٌ تُقضى على يده للناس حاجاتُ لذا نطالبكم بالآتي: أولاً: الوقف الفوري للمظاهرات والاعتصامات والمسيرات من الطرفين. ثانياً: العودة إلى طاولة الحوار بروح الإخاء والخوف على الوطن ونبذ الأحقاد والأحكام المسبقة. ثالثاً: الاتفاق على البدء الفوري لعملية إصلاح الاختلالات في كافة المجالات ومحاسبة الفاسدين. رابعاً: العهد بينكم جميعاً بالتعاون وعدم زرع العراقيل أمام أي طرف والتحلي بالعقل والرويّة وعدم الانجرار وراء الشائعات الهدامة. والله ولي الهداية والتوفيق .. وسدد الله على طريق الخير خطاكم.