اليمن دولة عربية قائمة على النظام الجمهوري والديمقراطي المستمد قيمه وتشريعاته من الدين الإسلامي الحنيف، والشعب اليمني من اكثر الشعوب العربية والإسلامية طيبة ومناصرة للقضايا القومية وهو السباق في دعم حركات المقاومة العربية الإسلامية، إنه شعب عظيم يجسد كل فرد من أفراده الحديث النبوي( المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضاً) وقوله عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) هذا الشعب المعطاء والوفي يتألم لمجرد تعرض قطر عربي أو إسلامي لنكبة أو أزمة ويحرصون على ان يتجاوز هذا القطر أو ذاك الأزمة التي يعيشها، هذا هو الشعب الذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه المشهور ( أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية) . ولا أعلم لماذا كل هذه الحملة الإعلامية العربية والدولية التي تحاك ضد هذا الشعب الكريم من خلال القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة التي تستغل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد لنفث سمومها وجر البلاد إلى حرب أهلية تلتهم الأخضر واليابس، وما يحصل اليوم من تطورات على الساحة المحلية وطريقة تعاطي وسائل الإعلام معها كشف بأن هناك قوى محلية وعربية ودولية تخطط لتدمير وتمزيق النظام من خلال استغلال التعامل المرن من قبل السلطات الرسمية إزاء الأعمال الخارجة عن النظام والقانون والذي للأسف وصل إلى درجة التفريط في هيبة وسيادة الدولة تحت مبرر حقن الدماء والحيلولة دون جر البلاد إلى حرب أهلية، اليوم العصابات المسلحة من القبائل الموالية لأولاد الأحمر تقوم بالهجوم على المؤسسات والدوائر الحكومية والمنشآت العامة والخاصة في حي الحصبة وأحياء متفرقة من العاصمة وعلى الرغم من أن هذه الجماعات الخارجة عن النظام والقانون هي من أقدمت على تفجير الأوضاع الأمنية واستخدام الترسانة المهولة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والتي بالمناسبة تتطلب فتح تحقيق عاجل حول مصدرها وكيف تم السماح لها بالدخول إلى العاصمة رغم ذلك إلا أن تغطية وسائل الإعلام أظهرت انحيازها وعدم حياديتها حيث تعمد إلى إظهار هؤلاء على انهم الضحية في تناقض فاضح ولم تتورع هذه الوسائل الإعلامية التحريضية عن افتعال الأخبار المفبركة وصناعة أخبار من نسج خيال القائمين عليها وبحسب توجهاتها وبما يخدم أهدافها المنشودة ولا أعلم لماذا غاب عن هذه الوسائل الإعلامية التي تدعي المهنية والرأي والرأي الآخر أن ما يحصل في حي الحصبة هو عبارة عن مجاميع مسلحة أرادت ان تضع من نفسها دولة داخل اليمن وانها فوق سلطة النظام والقانون، لماذا لم يفكر القائمون على هذه الوسائل الإعلامية في مشروعية الخروج على النظام والقانون ومواجهة الدولة من قبل أفراد ؟! ماذا لو حصل ذلك في أي دولة عربية ماعسى السلطات في تلك الدولة ان تصنع ؟! اليوم هذه العصابات المسلحة تواصل اعتداءاتها وتأخذ زمام المبادرة في ذلك والكارثة ان تسعى هذه العصابات إلى جر البلاد نحو الحرب الأهلية وتوسيع دائرة العنف وإزهاق الأرواح وسفك الدماء من خلال القيام بقصف قيادة الفرقة الأولى مدرع لإيهام قيادة الفرقة بأن القصف جاء من قبل قوات الأمن في محاولة بائسة لإدخال قوات الفرقة الأولى مدرع في المواجهات وعلى الفور سارعت وسائل الإعلام التحريضية في إعلان الخبر بحسب رواية قناة الفتنة (سهيل) دون ان تشير إلى موقف الطرف الآخر وبعد فشلها في هذه المهمة الشريرة جاءت إلى إطلاق النار على المعتصمين في ساحة الجامعة وذلك لإلصاق التهمة بقوات الأمن من أجل خلق المزيد من العدائية تجاه أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية كل ذلك يحدث وكأن هذه القوى التآمرية تستغبي أبناء الشعب وتستغفلهم غير مدركة ان أبناء الشعب شبوا عن الطوق ولديهم من الفطنة والنباهة والحكمة الشيء الكثير جداً ولن تطنلي عليهم هذه الهرطقات والترهات والأكاذيب التي يتم التسويق لها عبر قنوات فضائية عميلة ومأجورة اتضح للعالم كذبها وتدليسها وإفلاسها وافتقارها لأبسط مقومات المهنية الصحفية والإعلامية والتي للأسف تحولت مقراتها إلى غرف إنتاج مغلقة لصناعة الأخبار الكاذبة خدمة لأعداء اليمن والأمتين العربية والإسلامية . آخر فضائح هذه الأبواق الإعلامية المأجورة ما حصل يوم الجمعة الماضية عندما تعرض مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء لقصف من قبل أولاد الأحمر استهدف الرئيس وعدداً من قادة البلاد وعدداً من المصلين أثناء أدائهم لصلاة الجمعة وهو اعتداء همجي غاشم هذا الاعتداء الذي تسابقت هذه الوسائل الإعلامية على بثه ونشره على انه قصف من قبل عناصر تابعة لأولاد الأحمر وذهبت إلى ان الرئيس قد توفي على إثره سرعان ما تراجعت هذه الوسائل ذاتها للتحدث عن عدم صلة أولاد الأحمر بالقصف وعمدت إلى الغمز واللمز وإطلاق التحليلات الخاطئة والموجهة ووصل بها الحمق السياسي والإعلامي إلى حد الادعاء بأن ما حصل عبارة عن حادثة مفبركة من قبل الرئيس وأعتقد ان ذلك يعد قمة الغباء والتبلد والانتهازية، فهل يصدق عاقل بأن الرئيس يخطط لقتل نفسه وقادة دولته ؟!! لا أعتقد ان من يروجون لمثل هذا الكلام في حالة صحية سليمة ولكنه الحقد السياسي والشخصي والمخطط الشامل المفروض على المنطقة العربية عموماً دفع هؤلاء إلى مغالطة أنفسهم عبر هذه الوسائل الإعلامية الممولة من أعداء العروبة والإسلام والتي تسعى لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد التي وضعت ملامحها وخطوطها العريضة الصهيونية العالمية وقوى الاستعمار العالمية. إن استهداف دار الرئاسة يكشف للجميع كذب ودجل وتضليل حميد الأحمر وإخوانه حول سلمية مطالبهم بإسقاط النظام، هذه السلمية التي جعلوا منها شعاراً للوصول إلى هدفهم الأسمى وهو اعتلاء سدة الحكم والاستحواذ على خيرات وثروات ومقدرات البلاد، ودقت ناقوس الخطر في أوساط الشباب في ساحات الاعتصام حول الدور الذي سيلعبه حميد الأحمر وإخوانه في المستقبل، فمن غير المعقول ان يقتصر دور حميد الأحمر وإخوانه في الأزمة الراهنة على دعم الشباب المعتصمين وذلك حتى تتحقق مطالبهم ومن ثم سيغادر المشهد السياسي ولن يطالبوا بالحصول على امتيازات أو مناصب سيادية في المرحلة المقبلة لأن المعطيات الراهنة تشير إلى أن أولاد الأحمر لديهم أهداف ومصالح شخصية يسعون عبر مايُسمى (بالثورة الشبابية ) من أجل تحقيقها وهذه المصالح والأهداف ستعزز وتتوسع عقب المواجهات المسلحة التي تجري في الحصبة بين عصابات أولاد الأحمر وقوات الأمن وهذا ما أفصح عنه حسين الأحمر في مقابلة صحفية تعمد من خلالها إلى إبراز أسرته ودورها النضالي والتضحيات التي قدمتها على حد تعبيره وهو مايُفهم أنه يُريد أن يحصل هو وإخوانه على الثمن والذي يتمثل في السيطرة على مركز القرار في السلطة مُستقبلاً وتعزيز نفوذهم القبلي وحصولهم على مواقع قيادية في المستقبل وهو مايُعد بمثابة الانقلاب على مطالب الشباب. اليوم اليمن تمر بظروف صعبة للغاية وهناك أطراف وقوى محلية وعربية ودولية تعمل على تأجيج الفتنة والدفع بالأوضاع نحو المزيد من التأزيم والوصول بها إلى الانفجار، للأسف الشديد أن غياب صوت العقل والحكمة سيقود البلاد إلى مربع العنف والفوضى والخراب والدمار ، وخصوصاً إذا ما استمر تهاون السلطات الرسمية إزاء العناصر الخارجة على النظام والقانون التي تحتل الوزارات والمؤسسات والمنشآت الحكومية وتعتدي عليها وتقلق الأمن والسكينة في أوساط المواطنين ..فالتهاون مع هذه العناصر وإبداء حسن النية تجاههم والصبر الزائد عن اللزوم على ممارساتهم غير القانونية يقودهم إلى التمادي في غيهم وإجرامهم وممارساتهم غير المسئولة التي ضاق الوطن من أقصاه إلى أقصاه منها ، وبصريح العبارة نُريد أن نشعر جميعاً أننا نعيش في رحاب دولة محكومة بالأنظمة والقوانين ، دولة لها هيبتها وثوابتها الوطنية التي لايُمكن لأحد المساس بها أو النيل منها ، هناك حالة تذمر واسعة في أوساط المواطنين جراء تساهل الدولة تجاه أولاد الأحمر ومن معهم ومايترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية باهظةً ، هذا التساهل الذي قادهم إلى الوصول لمرحلة الغرور والاستعلاء والتي شجعتهم على مايبدو على قصف دار الرئاسة . لايعني ذلك أنني أدعو إلى العدائية وإشعال الفتنة وتقويض مساعي السلام والوفاق ولكنني لمست أن هذه العناصر غير جادة في الخروج بالوطن من هذه الظروف العصيبة التي تمر بها لأن الوفاق والتوافق على الخروج من هذه الأزمة يتعارض مع أهدافهم ومصالحهم ومخططاتهم الشخصية ، وأنا هنا لا أتجنى على أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر (رحمة الله) ولكنها الحقيقة التي لطالما سعى الرئيس إلى عدم التعاطي معها بمسؤولية في إطار سياسة التوازنات التي يعتمد عليها في حكمة، لانريد أن تمر الأحداث الجارية في الحصبة وعدد من أحياء العاصمة مرور الكرام، هناك ضحايا سقطوا مابين قتلى وجرحى ، هناك خسائر مادية باهظةً تكبدتها الدولة جراء هذه الأحداث ، هناك منازل دُمرت وأسر شردت ومصالح تعطلت وأعتقد أن محاسبة المتورطين في هذه الأحداث هي الخطوة الأولى على طريق معالجة آثارها وتداعياتها على مختلف الأصعدة ، نُريد أن نشعر أن اليمنيين يخضعون جميعاً للنظام والقانون دون استثناءات أو تمييز. فأعمال المواطنة المتساوية مطلب ضروري جداً ، على اعتبار أن الثورة المباركة قامت من أجل التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ، فلا نريد أن يكون هناك درجات للمواطنة لأن في ذلك انقلاب على الثورة المباركة ، أعتقد أن الرسالة وصلت وعلى الدولة أن تفرض هيبتها على الجميع دونما تهاون أولا مبالاة فالوطن لم يعد يحتمل ذلك . اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد. حفظ الله اليمن واليمنيين ولاعاش أعداء اليمن . [email protected]