ماذا بعد تلك الصورة التي رسمت بحروف الحب والسلام والتسامح ؟ وماذا بعد تلك اللغة الجميلة التي سمعناها أملاً تبعث في النفوس البشرى ،وتدعونا إلى العودة للعقل والحكمة والتسلح بكتاب الله وترك العناد والمكابرة؟.. ماذا بعد أن خرج الشعب ليقول كلمته ويرفع راية الأمن والسلام ويدعو للحوار ورفض العنف والفوضى والتخريب؟!.. ألم تحرك تلك الصورة الأمل في النفوس ،ألم تدعنا إلى تغليب مصلحة الوطن وتمثل المسئولية وترك ماعدا ذلك غير مأسوف عليه؟.. لماذا نصر على أن نغمض عيوننا ونمضي في طريق الفتنة الملعونة؟ ونجاهر بالعداوة والبغضاء دون أن نستشرف أفقاً أو نستأنس قبساً؟.. تلك الصورة التي أغمض البعض أعينه عن مشاهدتها وذهب صوب الفضائيات ليكشف عن نرجسيته المقيتة ستبقى عالقة في ذاكرة الأيام ولن يستطيع أي كان طمسها أو القفز عليها أو حتى تشويهها.. صورة ستتكرر في كل أيامنا القادمة.. لأنها صورة الشعب اليماني الأصيل..شعب الحكمة والإيمان.. صورة عكست الحقيقة التي لا يمكن حجب ضوء الشمس عنها أو الهروب من سماعها..، جاءت بهية كبهاء هذا الشعب المعجون بالوفاء والحب جاءت ترفع راية التسامح والسلام من أجل اليمن.. واليمن أولاً.. تحية لك أيتها الجماهير البهية.. يا صورة اليمن الأروع والأجمل ،التي لن يتمكن دعاة التشتت وشق الصف الوطني من النيل من وهجها و إطفاء نورها المشع أو إخماد صوتها الداعي باسم الله، باسم السلام.. سلام عليكم يا أبناء بلدي وأنتم تكشفون اليوم عن الروح اليمانية الأصيلة المسكونة بالحب والأمل والمحروسة بعين الله ونوره الباهي.. سلام عليكم يا كل الحب والوفاء والسلام.. يا صوت العقل والمسئولية.. يا دعاة الأمن والتسامح والحوار.. هذا هو صوت الشعب.. صوت السلام.. الذي لم ولن يستطيع إعلام النفاق والكذب ومسعرو الحروب والفتن إخفاء صوتها الجهوري الهادر.. هذا هو الشعب.. رسالة السلام.. رسالة الأمن والاستقرار.. رسالة ترفض بالمطلق دعوات التضليل والكذب..، وترفض كل من يدعي الحديث باسمها أو الوصاية عليها.. هذا هو الشعب..خرج في جمعة التسامح يبتهل إلى الله أن يعيد الآخرين إلى جادة العقل والرشاد.. يبتهل إلى الله أن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم.. ويحفظ الشعب والوطن من شر الفتن ،ومن شر الوسواس الخناس.. هذا هو الشعب.. صوت الحكمة والعقل أقوى من كل دعوات الفوضى والعنف..ومن كل شعارات الزيف.. ومن كل أصوات الدس والخديعة والبهتان.. لقد أكدت جماهير الشعب في جمعة التسامح أن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب.. أن مصلحة الشعب فوق كل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.. أن صوت العقل والحكمة هو ما يجب أن يتسيّد اليوم..، وأن اليمنيين ليسوا رعايا لأحد من المغامرين .. ولا يمكن مصادرتهم. أكدت أن لا مكان في هذا الوطن لمن يشتغل بالحماقات أو يجري وراء الإثارة..ولا يمكن المزايدة على أبناء الشعب مهما تلونت الأفكار أو تنوعت الأقلام.. أكدت أن السلام والحوار والعقل والحكمة هي حروف لغتنا التي لا يمكن استبدالها بأية لغة غيرها حتى وإن كانت تقطر عسلاً. [email protected]