من مظاهر السخف التي يطلقها بعض المأزومين في تكتل اللقاء المشترك اتهامهم لملايين من الشعب اليمني بأنهم مرتزقه ومأجورون ليس لشيء سوى أنهم خرجوا مؤيدين للحوار وللشرعية الدستورية التي يرفضونها والتي تكفل وتنظم انتقالاً سلمياً للسلطة وفقاً لدستور الجمهورية اليمنية الذي يحتمون في ظله بتنظيم اعتصاماتهم ومسيراتهم وكأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض والشيء الذي يجب أن يأخذه المشترك في الحسبان أن لغة التحقير والتصغير التي يسقطونها على الآخر من شأنها أن تؤجج المشاعر وتصعد المواقف تجاه رفض مطالبهم وطلب الاحتكام إلى الشارع والأغلبية وهو ما يعني رفض المؤيدين أي مبادرات للحوار ومطالبة رئيس الجمهورية التمسك بالحق الدستوري كرئيس منتخب للجمهورية حتى عام 2013م الأمر الذي من شأنه أن يفضي إلى تصعيد قد تكون عواقبه وخيمة على الجميع. إن حديث شباب الثورة عن قبولهم لكل الفاسدين الذين كانوا احد أسباب ثورتهم شيء يدعو للغرابة والاستنكار فكيف من كانوا بالأمس فاسدين أصبحوا اليوم يقودون الثورة ويعيشون أيامها فإذا كان كل فاسد سيلتحق بالثورة سيُكتب ثائراً فلماذا ثار هؤلاء الشباب ولماذا يقبلون أصلاً بتلويث ثورتهم البيضاء التي تقبل الغث والسمين علماً أن ثورة الشباب في مصر رفضت كل الفاسدين وحافظت على نقاوتها وشرعية مطالبها دون تبرير حاجتها لتلقي الدعم من أي جهة ثم يا أهل الحكمة متى كانت ثورات الشعوب تفرض على الناس وتهددهم بالانضمام إليها كما يحصل اليوم في اليمن؟ أليس من أهداف الثورة احترام حرية الآخرين في الرأي والتعبير وممارسة حياتهم اليومية دون وصاية أو ضغوط وليس كما نشاهده اليوم من تهديد بإحراق المحلات وتكسيرها إذا لم يلتزم أصحابها بتنفيذ العصيان المدني الذي تدعو إليه أحزاب اللقاء المشترك فأي ثورة هذه التي تصادر حرية الآخرين وتنتهك حقوقهم؟. ياجماعة الخير يجب أن نعترف أن أحزاب اللقاء المشترك يتقدمهم الإصلاح قد شوهوا ثورة الشباب وسرقوها، بعد أن لوثوها بدماء الأبرياء بالدعوة لجهاد اليمني ضد أخيه اليمني، وإباحة الكذب وقد حرمه الله ورسوله، واغتيال الطفولة بزجهم في ساحات الاعتصامات، وهو ما يتنافى مع القيم الإسلامية وتحرمه كل المواثيق الدولية. والحقيقة التي يجب أن يعترف بها الجميع والتي يؤمل عليها اللقاء المشترك أن حل المشكلة اليمنية ليس بيد الأشقاء ولابيد أمريكا ولا المجتمع الدولي الذي بات عاجزاً عن تحقيق أي نجاحات على الساحة الدولية،خاصة إذا ما انفجر الوضع لاقدر الله فمازالت ليبيا خير برهان، الأمر الذي يفرض على العقلاء من الشباب وعقلاء المشترك إن كان مازال فيهم عقلاء،أن يتمسكوا بالحوار ولاشيء غير الحوار درءاً لفتنة من شأنها أن تحرق الأخضر واليابس..!