عندما تصبح الحقيقة بوجهين..عندما تتفسخ القيم، وتموت المبادىء ينتهي بأثرها كل معاني الجمال وكل ما فوق التراب تراب..يصبح أي شيء ممكناً وجائزاً مقابل الوصول إلى الأهداف..عندها لا فرق بين أبيض ولا أسود كلاهما سيان. في ظل التعايش مع الآخرين من مختلف الاتجاهات نسمع ونرى العديد من المفارقات المختلفة، والغريب من القصص والمفاجآت التي ما سمعنا بها في سالف الأزمان.. في قصة تحكيها أخت معروفة عن حادث طبيعي كأي حادث مروري يتعرض له أي شخص منا في مطبات الحياة المتنوعة والمليئة بالمفارقات أصيب بالحادث أحد أقاربها..وكان أعجب ما في الأمر أن علم بالحادث أحد أفراد المعارضة وكأنهم يتصيدون أو يشتمون روائح تلك الحوادث التي تحدث لبعض من الناس في حياتهم اليومية في أماكن مختلفة. كأن فرقة تنظيمية منهم موزعة على الشوارع والطرقات في القرى والمدن لاستغلال تلك الأحداث اليومية المختلفة..المهم أنهم جاءوا إلى المرأة ليستأذنوها في تشييع الجثة والقيام بمراسيم الدفن..بل ويبشرونها بأنهم سيستعرضون تلك الجثة في قناة سهيل وتحت مسمى (شهيد الثورة) ..يا للعجب ما أخبث مكرهم وإلى أين وصل مستواه!!غير أن المرأة كانت ذكية وعاقلة ردت عليهم قائلة: ما غرض(سهيل) من عرض الحادث وما الهدف من إشهار الجثة أمام الشعوب ؟ الحادث كان طبيعياً ولا دخل للحكومة فيه فلماذا تريدون استغلاله لصالح قضيتكم وإلصاق الاتهام بالنظام الحاكم ؟ ردتهم المرأة على وجوههم خائبين وهي مستنكرة أفعالهم تلك إلى أي مدى وصل استغلالهم لمثل هذه الحالات وبمثل هذه المواقف بطريقة لئيمة وماكرة..متناسين ومتغافلين أن مكر الله أعظم من مكرهم( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)وهلم جرا من تلك الأقاويل والاتهامات التي تلصقها(سهيل) بالنظام الحاكم متجاوزة كل الثوابت والقيم ومستحلة لكل أنواع الكذب والحيل والتزوير والمزايدة. وهناك في الساحة الكثير والعديد من مثل تلك القصص الملونة والمختلفة التي يتناقلها الناس هنا وهناك والتي هدفها تأجيج مشاعر الناس ضد النظام الحاكم وإبرازه بأنه نظام دموي ،بمثل هذه القصص يعبثون بمشاعر الناس ويدفعونهم إلى ساحة الاعتصام ودون شعور منهم أو إدراك لأهدافهم البعيدة..ومخططاتهم التي يسيرون بها هي: إما أنهم يرسلون أفراد قناصين تقتنص من الشباب المعتصمين أنفسهم أثناء اشتباكاتهم مع أفراد الأمن ويلصقون التهمة بالنظام الحاكم أو يأخذون جثثاً عشوائية من المستشفيات أو من الشوارع ممن تعرضوا لحوادث طبيعية ويقدمونهم كشهداء وضحايا للنظام الحاكم وإما يكذبون بإعلان أسماء أفراد وتقديمهم بأنهم شهداء وهم مازالوا أحياء؟! ثمة ثورة تفتعل مثل هذه الأدوات من أجل تحقيق هدفها، فأي ثورة تكون وكيف ستكون العاقبة فيها؟!{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}. ويل للوطن إذا حكمه مثل هؤلاء الأحزاب وأشد مايكون الألم ممن ينصبون أنفسهم لمحاربة الفساد بالكذب والتزوير والمزايدة.. فماذا تتوقع من نتائج على إثر ذلك..؟ الأمر غاية في الألم إلى أين ينقاد وطننا الغالي؟! أنحارب الفساد بالفساد وتتلاعب بدفتي وطننا الأحزاب.. لكل واحد منها أيدلوجية خاصة وفكر خاص ومنهج خاص أين موقع شباب الساحة من الإعراب؟!. في موقف آخر تحكيه أخت دخلت معي في الحديث وكما هو حديث الناس في هذه الأيام لا يكاد يخلو من السياسة وما تعانيه بلادنا من فتن متقلبة.. فذكرت موقفاً حدث لصديقتها في مستشفى من المستشفيات، في حادث إصابة بين شابين عاديين ليس لهما علاقة بالمشاحنات السياسية أصاب أحدهما الآخر برصاصة في قدمه وتم إسعاف الشاب إلى المستشفى، أثناء الفحص تقدم الطبيب لعمل تقرير عن الحادث الذي تعرض له المصاب.. طلب الطبيب من الممرضة أن تكتب بأن المذكور أصيب بطلقة رصاص في قدمه من قبل النظام الحاكم!! للأسف كان الطبيب إصلاحياً والعاملون في المستشفى بشكل عام إصلاحيين تقريباً ورغم أن الفتاة الممرضة كانت إصلاحية إلا أن ضميرها مازال حياً، استنكرت على الطبيب ذلك العمل وأخبرته بأن النظام الحاكم ليس له يد في هذه الإصابة.. ثم رفضت أن تكتب مثل هذا التقرير.. فقام هو بكتابة التقرير بنفسه دون رادع من أمانة وشرف المهنة التي يمارسها كطبيب أو حتى وازع من ضمير أو دين.. وماذا بعد؟!! للأسف هؤلاء أطباء يفترض أن يكونوا ملائكة الرحمة ومثل هؤلاء كثيرون في الساحة.. هؤلاء من سيرجعون للناس حقوقهم المسلوبة ومن ينصبون أنفسهم لقيادة البلاد والعباد؟! من قلب الساحة.. وماذا يحدث يتحدث شخص فيقول: ذهبت إلى ساحة المعتصمين فوقع في نفسي أن أذهب إلى مربع الإصلاحيين لأرى ماذا يصنعون وعندما وصلت إلى مربعهم ودخلت عليهم.. قابلوني بسؤال عجيب: “الآن جئت لتقاسمنا الكعكة”..! أية كعكة وأية قسمة تقصدون؟!.. حزبية ليست إلا، انكسرت نفسي ثم غادرت المربع وتركتهم ورحلت إلى منزلي سائلاً ربي أن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه.. عرفت أنها ثورة أحزاب وراءها مآرب وأغراض.. نفس المشهد يتكرر لأخت أعرفها ذهبت إلى الساحة لتشاهد ماذا يحدث فيها.. ومن ثم قررت أن تذهب إلى جناح الإصلاحيات وعندما دخلت عليهن كان ردهن بكل بساطة “جئت الآن لتقاسمينا الكعكة”.. أين أنت من بداية الاعتصام؟! لغة واحدة يرددها الاصلاحيون جميعاً رجالاً ونساء.. الحال طبيعي لأن عيونهم متجهة إلى السلطة ولا شيء سواها وكذلك لغتهم تعبر عما في نفوسهم وبدون شعور منهم.. سبحان الله كم كشفت هذه الفتنة لكثير من الغافلين عن حقيقة الإصلاحيين، رغم أن كرتهم سقط من زمان وشعبيتهم في الساحة انحسرت إلى أبعد الحدود، إلا أن هذه الفتنة كشفت الغطاء المستور لكثير من الغافلين عن حقائق لم تكن لتخطر على بال.. اللهم أيقظ الغافلين ونج بلادنا من المغررين واحفظ الإسلام والمسلمين.. آمين يارب العالمين.