كماهي ظروف السياسة هذه الأيام فقد أجبرت الجميع على التحدث فيها والخوض في التحليل مع أو ضد ففي العمل نقاشات حادة وفي المطعم والشارع وفي الجوامع عدا عن جلسات القات في المقايل التي تدور فيها نقاشات مطولة بين مؤيد ومعارض ناهيك عن الباصات التي تدور فيها نقاشات حول الأزمة الراهنة في البلاد وبمشاركة المرأة التي في الباص أيضاً. وما استوقفني حين كنت في أحد باصات النقل وإلى جانب سبعة ركاب إضافة إلى السائق هو أن أحد الإخوة عندما صعد إلى الباص بادر الجميع مقتحماً عقولهم، قائلاً “تدرون ياخبرة” أن علي عبدالله صالح لم يعد معه أحد إلا الشيبة والعجاوز وقليل من النساء المؤيدات له طبعاً القائل من اللقاء المشترك “إصلاحي” أما الشعب كله فهو يريد رحيل الرئيس.. هكذا قال بالحرف الواحد كما روي له وكما اقتنع هو ومن معه يريد بهذا أن يضع من على كاهله حملاً حملوه ليرمي به بين أفراد الشعب متناسياً هذا المسكين أن الشعب قد أصبح أكثر وعياً وأكثر دراية بالسياسة وأساليبها وقد كشفت الأيام كذبهم وزيفهم على الناس وعلى أنفسهم “كذبوا كذبوا حتى صدقوا أنفسهم”. فقلت له: أسمع يا أخي ها نحن في هذا الباص وبلدنا والحمد لله ديمقراطي وشعبنا أصبح ممارساً للديمقراطية التي وضع مداميكها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح فلنصوت الآن من مع الرئيس علي عبدالله صالح ومع الشرعية الدستورية ومن مع اللقاء المشترك في مطالبه وطريقته في الرحيل والتنحي ورفضهم لأسلوب الحوار لتجنيب البلاد والعباد ويلات الفتن والاحتراب والعداوات فكيف تتصورون كانت النتيجة لهذا التصويت في الباص بعد الفرز عدد الأصوات كانت ستة من الركاب مع بقاء فخامة رئيس الجمهورية وبقائه لقيادة البلاد. وهو وسائق الباص فقط مع الرحيل فقلت له: واجه نفسك ولاتصدق كل مايقال لك..