لم يعد بمقدور الأخوة في اللقاء المشترك إنكار هذه الملاين المؤيدة للشرعية الدستورية و لا يجوز لهم بعد ذلك تجاهل إرادتهم وغض الطرف عن مطالبهم وتصميم الأسماع عن سماع هتافاتهم وإذا كان يجب في العرف الديمقراطي احترام آراء الأقلية فإن احترام آراء الأكثرية أوجب وآكد وقد توافدت هذه الملايين من كل حدب وصوب ومن كل سهل وجبل شعارها “التسامح” وما أجمله من شعار وما أعذبها من كلمة! وتجمعت في حاضرة التاريخ والمجد«صنعاء» تدعو الإخوة في المشترك إلى التسامح ومد يد الإخاء والجلوس على طاولة الحوار والقبول بمبادرة الأشقاء في دول الخليج كما تطالبهم بتحكيم العقل واحترام الدستور وضبط النفس ومراعاة الصالح العام وجعل الوطن أولاً وأخيراً.. لم تأتِ هذه الملايين للشر ولا للفتن ولا للتحدي ولا للخصام ورغم جموعها الهائلة وأعدادها المذهلة لم يحدث منها أي ضرر على المصالح العامة ولم يحصل منها مضايقة لأصحاب المحلات التجارية ولم يشك منها أصحاب المنازل والأسر وأفضل ما يقال فيها: إنها “سلمية” 100 %. وللتذكير فإنه لم يطلب منهم المجيء إلى العاصمة ولا تصرف لهم المبالغ المالية كما يقال ولا تسلموا أجرة النقل كما يشاع بل أتوا برغبة في أنفسهم وعلى حسابهم الخاص. والذي حبّب إليهم المجيء إلى العاصمة هو أملهم في انفراج الأزمة وانقشاع الظلمة وانتهاء الخلاف بين الأطراف السياسية وإعادة الحياة الطبيعية إلى أوساط المواطنين وليظهروا للعالم أجمع أن ما تنشره بعض قنوات الفتنة وفضائيات الشر ليس له أساس من الصحة ولا يمت إلى الواقع بأي صلة. وماذا على إخواننا في المشترك لو نزلوا عند رغبة هذه الملايين وما ضرّهم لو قبلوا بمبادرات فخامة الرئيس ومبادرة الأشقاء وأي شيء سيخسرونه لو احتكموا إلى الكتاب والسنة وماذا استفادوا من منع وصول “الغاز” إلى المواطنين وكيف بهم والناس يدعون عليهم ليلاً ونهاراً إن التعنت والكبر والتعصب والإصرار على الخطأ ليس من أخلاق المسلم ولا من شيم الأحرار كما أن التواضع للحق وخفض الجناح للخلق والخضوع للصواب واحترام رأي الآخرين هو ما حثنا على الدين الحنيف وتمسك به كل كريم شريف.. طلبت هذه الملايين منكم التسامح والإخاء والوفاق والحور والتصالح فماذا تريدون بعد هذا كله؟؟ أتريدون العكس من ذلك؟ إنها الكارثة إذن!! والله لا يصلح عمل المفسدين