عندما يتحدث العالم عن احترام خيارات الشعب ، فإن المقصود بذلك احترام الشرعية الدستورية التي اختارها الشعب اليمني بكامل الحرية في سبتمبر 2006م في الانتخابات الرئاسية والمحلية ، وعندما يجدد العالم احترامه لتلك الإرادة فإنه يدرك حجم الجماهير التي خرجت بالملايين في كل أنحاء الجمهورية للمطالبة بالحفاظ على الشرعية الدستورية وتأييد المبادرات الرئاسية ، ويدرك أن هذه الجماهير قد حملت رسالة للإنسانية كافة من خلال شعاراتها كجمعة التسامح والإخاء والوفاء وقالت: لا للتخريب والإرهاب والتدمير والقتل والتشريد ، ولا للفوضى ونعم للأمن والسلام والمحبة، نعم للوحدة والسلام الاجتماعي نعم للوفاق السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأعراض ويعزز الوحدة الوطنية . إن احترام خيارات الشعب لايمكن أن يعني احترام شعارات الزحف إلى غرف النوم وإعداد القوائم السوداء ونصب المشانق لإعدام السواد الأعظم من الشعب الذي لم يقبل بالزحف إلى غرف النوم، والذي هب للدفاع عن الشرعية الدستورية والأمن والاستقرار وصيانة الوحدة ورفض التشظي والتمزق، الشعب الذي لم يقبل بتجار الحروب وصناع الأزمات وأصحاب الطموحات غير المشروعة والأحقاد الشخصية الذين يكنون كل الحقد للوطن من أجل ذواتهم وساديتهم. إن احترام خيارات الشعب يعني احترام المبادىء والقيم والمثل الدينية والأخلاقية والإنسانية التي تقود إلى التعايش السلمي مع الغير وتقبل بالرأي والرأي الآخر، ولايمكن أن يعني احترام تجار الحروب الذين لايعترفون بالرأي والرأي الآخر ولايقبلون بالتعايش السلمي مع أبناء الوطن الواحد والذين يعدون العدة للانتقام من الوحدة والسلام الاجتماعي ويفرضون العنف والإرهاب ويستخدمون الوسائل الشيطانية للوصول إلى الانقلاب على الشرعية الدستورية، تلك هي المعاني والدلالات لمبدأ احترام خيارات الشعب فهل يدرك العقلاء في اللقاء المشترك كل ذلك؟ ويوقفوا صوت الشر ويدفعوا نحو الحوار من أجل اليمن ؟ نأمل ذلك بإذن الله.