تتفاوت الأعمال الإجرامية بحسب نتائجها وأضرارها, وإن أشدها قبحاً ,وأعظمها جرماً, وأكثرها ضرراً وخطراً , تلك الأعمال الإجرامية التي تستهدف رجال الأمن الأشاوس المرابطين في مواقع الشرف والبطولة الذين يذودون عن حمى الوطن والذين وهبوا أنفسهم وأرواحهم خدمة لهذه الأرض الطيبة. يسهرون لينام الناس, ويتعبون ليرتاح المواطنون , ويضحون بأنفسهم ليبقى الوطن عزيزاً شامخاً ,ويفضلون الموت في سبيل رفعة وكرامة يمن الإيمان والحكمة ,وبعد هذا كله هل كان جزاؤهم منا أن نوجه إلى صدورهم رصاصات الغدر والخيانة؟ هل نرد لهم الجميل بقنصهم من متارس المكر والمكيدة على حين غفلة منهم؟ هل تذكرت أيها المجرم وقوفك بين يدي الجبار في يوم العرض الأكبر وأنت ملطخ بدم هذا الجندي الشريف الذي لاذنب له سوى تأمين حياة الناس وحفظ مصالح العباد , والسهر على ممتلكات الوطن؟هل نسيت أيها الغادر أن هذا الجندي المسكين الذي قتلته ظلماً وعدواناً أنه سيخاصمك يوم القيامة أمام جبار السموات والأرض ويقول: يارب سل هذا فيم قتلني؟ هل غفلت أيها الظالم عن ما أعده الله سبحانه وتعالى يوم القيامة لمن يقتل نفساً بغير حق من العذاب الأليم, والنار والجحيم والخزي العظيم؟ هل حدثت نفسك أيها الباغي قبل الإقدام على قتل رجال الأمن متسائلاً: ماذنب هذا الجندي المسكين ماجريمة رجل الأمن؟ من أحل لي قتله ؟من أجاز لي سفك دمه؟ هل وصل بك الطغيان والكبرياء إلى حدٍ أن تظن هذا الجندي الواقف في حر الشمس طوال النهار خدمة للناس لاقيمة له ولا وزن له وليس على قاتله أي حرج وليس وراءه قبيلة أو عشيرة تأخذ بالثأر , وتلاحق القاتل أينما حل وأينما نزل , وأن هذا الجندي هو من أبناء الدولة وعيال الحكومة وليس وراءهم من مطالب؟ واعلم ايها الباغي المعتدي أنك إن فلت من العقاب في الدنيا, فوالله وتا الله أنك لن تفلت من قبضة الجبار جل جلاله في يوم كان مقداره خمسين الف سنة , وأنك ستفضح على رؤوس الأشهاد وأن مصيرك إلى النار وبئس القرار.. الشهادة والنصر والخلود للجنود الأبطال.. واللعنة والخزي والندامة للمجرمين الانذال.