يعتبر الإرهاب آفة آفات هذا العصر ومن أشد الأمراض الفتاكة بالمجتمعات حيث ما استشرى هذا الداء بمجتمع إلا وجلب عليه الويلات والدمار وألحق به خسائر مادية ومعنوية على جميع المستويات وبخاصة المستوى الاقتصادي. إن صفة الإرهاب لا يتصف بها إلا أشخاص أو جماعات قد سُلبت منهم كل المبادئ والقيم والأخلاقيات التي تربت عليها أمتنا، فهؤلاء قد شوهوا صورة الدين الإسلامي الحنيف الذي حث على الأمن والأمان وحبب فيهما واعتبر كل من يُقلق الأمن والاستقرار خارجاً عنه ويدخل في نطاق ترويع الناس والتي حرم الله الجنة على كل من ارتكبه ويعتبر من السعي في الأرض فساداً وعقوبتهم قد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حيث قال الله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) صدق الله العظيم. فما ذنب السياح ؟! وماذنب مولدات الكهرباء ؟! وماذنب السيارات ؟! وماذنب الأماكن التاريخية والأثرية التي تدل على عمق وأصالة التاريخ اليمني ؟! وماذنب كل ما تم الاعتداء عليه من قبل هؤلاء الحثالة الذين باعوا دينهم ووطنهم ؟! إن ما يدعيه الإرهابيون من إدعاءات زائفة لم يدركوا أن العالم قد عرف نواياهم الخبيثة التي ليس لهم من ورائها إلا جر العالم إلى حروب وصراعات بسبب تفكير طائش أبله ومقابل أموال طائلة قد استلموها من جهات! الله أعلم بها، فلماذا لا يحاربون اليهود في موطنهم إن كانت نواياهم كذلك ؟! إنهم يرفعون شعارات زائفة وباطلة وينسبونها إلى الإسلام والإسلام بريء من ذلك ، فهل الدين الإسلامي قد أمرهم بقتل الأبرياء سواءً كانو مسلمين أم كفاراً ؟ ألم يعلموا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاور يهودياً وكان يزوره إذا مرض ، فما دام أن الشخص لم يرفع في وجهك سلاحاً فلماذا تعتدي عليه ؟! وأين الشعور بالانتماء للوطن ؟! إن الدين الإسلامي قد حبب إلى الإنسان حب وطنه، فهل بهذا الأسلوب نحب الأوطان ؟ لا أعتقد ذلك! إن هذه الفئة الباغية قد بالغت في الإساءة للوطن وللدين الإسلامي الحنيف ولم تستفد من كل ما قدم إليها من قبل القيادة السياسية التي سعت إلى تفعيل الحوار معهم لتصحيح أفكارهم المغلوطة التي كانوا يحملونها ولم تستفد أيضاً من الدعوات التي وجهت إليهم لتسليم أنفسهم إلى الجهات الأمنية وهم بذلك يرتكبون حماقات ويجنون على أنفسهم جنايات كبيرة، ولأنهم قد خرجوا عن الطاعة فدمهم هدر وفي القريب العاجل إن شاء الله سيقضى عليهم، فالأبطال من قواتنا المسلحة والأمن سيقفون بالمرصاد ضدهم أينما كانوا ، فقد شاهدنا في الأيام الماضية إطلاق مرحلة جديدة من مراحل الانتشار الأمني التي من المؤكد أنها ستفي بكل مطالب الأمن والاستقرار والتي أثبتت كل مراحلها السابقة نجاحات باهرة وملموسة لا ينكرها أحد. إن من الواجب علينا جميعاً مدنيين وعسكريين إثبات حبنا وولائنا لوطننا من خلال التعاون في مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تفتك بالمجتمعات دون التمييز بين طفلٍ أو شابٍ أو عاجز أو بين ذكرٍ وأنثى والإبلاغ عن أي إرهابي أو من يشتبه فيه بأن له صلة بأي منهم أو يؤيهم ؛لأن في ذلك خطراً على الجميع وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :«من آوى محدثاً فعليه لعنة الله » وسنظل دائماً نردد ونقول «اليمن أولاً» وسنكون جنوداً مجندين لمكافحة الإرهاب وللدفاع عن وطننا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا.