في الثاني من مايو أعلن الرئيس «مبارك حسين أوباما» رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية نبأ قيام قوات خاصة أمريكية بمهاجمة مبنى إقامة الشيخ أسامة بن لادن في باكستان ونجحت في اغتياله بعد مقاومة لم تتعد الساعة وأن جثمانه قد رمي في بحر العرب، ويأتي النبأ بعد نحو العشر سنوات من المتابعة والجهود الأمريكية التحالفية الهادفة لاغتيال بن لادن الذي شغل العالم طيلة السنوات العشر الماضية خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في سبتمبر 2001م. أدى الإعلان الأمريكي عن مقتل الشيخ أسامة إلى ردود أفعال عالمية معظمها أبدى ارتياحه، وتنبأ بأن الوضع الدولي سيتخلص من إرهاب تنظيم القاعدة وسيسود السلام، القليل لم يتفاءل باغتيال الشيخ أسامة بل أبدى تخوفه من ردود فعل القاعدة في العالم وقيامها بعمليات جنونية انتقاماً لمقتل زعيمها وقائدها وكعمل يمليه عليها الهدف الذي قامت من أجله، وهي الحرب ضد الغرب ومصالحه وكذا الحرب ضد كل نظام يوالي الغرب ويتحالف معه أينما وجد ومع ذلك فاغتيال أسامة بن لادن لا شك شكل صدمة غير عادية لتكوينات تنظيم القاعدة في كل العالم مع أنه، أي بن لادن ومنذ فترة لم يعد سوى رمز وصارت تكوينات القاعدة تعمل حيث توجد بعيداً وبتحرر عن أي نظام مركزي وباستقلالية الأمر الذي لن يؤثر مقتل زعيمها في عملها واستمرار عملها الإرهابي رغم أن القاعدة قد ضعف عملها اخيراً، وخفت صيتها، وانحصرت في حدود محدودة رغم عالميتها. لكن الأمر الذي لا يمكن اغفاله هو أن تنظيم القاعدة لن يموت مع موت بن لادن فالقاعدة تفككت وانتهت مركزيتها ، وصارت حتى داخل القطر أو البلد الواحد تعمل كوحدات مستقلة عن بعضها، أيضاً مازال هناك الشيخ الظواهري الذي ستؤول إليه زعامة القاعدة هذا إن كان فعلاً بن لادن قد قُتل لأن هناك من يشكك بذلك لأن العملية العسكرية لم تصور مباشرة وكذلك لم يتم إظهار صورته مقتولاً، وإخفاء الجثة بدعوى انها رميت في البحر. على أي حال إن العالم اليوم لم تهدده القاعدة فقط بقدر ما يهدد سلام واستقرار وأمن النظام الرأسمالي الصهيوني الطاغوتي الجديد بسياساته الاستعمارية العدوانية.