لقد تجسدت في أشقائنا وإخواننا في المملكة العربية السعودية (الأخوة) في أجمل معانيها وأقوى مبانيها، وابهج صورها، وأسمى دلالاتها.. وشاهدنا ذلك من خلال مواقفهم النبيلة، ومشاعرهم الفياضة، واحاسيسهم الصادقة، نحو إخوانهم في اليمن السعيد، لاسيما في أثناء هذه الأزمة، ولا ولن ننسى ذلك، بل سيظل محفوراً في قلوب ووجدانيات كل اليمنيين، وسيسطرها التاريخ بأحرف من ذهب، وستبقى محل اعتزاز وافتخار وموضع إعظام وإكبار . وهذه المواقف السعودية المشرفة نابعة من ايمانهم العميق بواحدية الدين واللغة وواحدية الأرض وواحدية الهدف والمقصد، وواحدية العاقبة والمصير. وان أشقاءنا في المملكة ينطبق عليهم قول القائل: إن أخاك الصدق من كان معك .. ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك .. شتت فيك شمله ليجمعك نعم .. فما أجمل يوم ان تجد أخاك بجانبك في وقت أنت في أمس الحاجة إليه!! وأجمل منه يوم ان تراه يمد اليك يد العون والنصرة ويسارع بالغوث والنجدة .. فإنه يبدو لنا ظريفاً وكأنه ملكاً مرسلاً من السماء. إن مسارعة جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاستقدام فخامة الرئيس وكبار مسئولي الدولة إلى الرياض لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وإشرافه على علاجهم، واطمئنانه عليهم، واهتمامه بهم ، زاد من حب الملك وشعبه في قلوب اليمنيين، وان إرساله ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام إلى مصافي عدن، أكد حرص المملكة على أمن واستقرار اليمن وبرهن على ما يربط هذين البلدين من علاقات أخوية حميمة ووشائج قربى قديمة وأواصر محبة عظيمة. وليس غريباً على المملكة العربية السعودية مثل هذه المواقف العظيمة، بل ان أرضاً جعلت مسكناً للأنبيا واختيرت مهبطاً للوحي .. وصيّرت قبلة للمسلمين، لجديرة بذلك بل انه لا يوجد بلد من البلدان ولا شعب من الشعوب مسلماً كان أم كافراً .. إلا وللمملكة فيه أيادٍ بيضاء، وحسنات.. إذا ما حلت ببلد مصيبة، أو نزلت بأرض كارثة فإنك ترى المملكة أول المغيثين واسرع المنجدين ولم تبخل يوماً من الأيام بما اعطاها الله من خيرات الأرض ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو حاقد.