يخطئ من يعتقد أنه سوف ينجح في الالتفاف على الشرعية الدستورية بشرعية ثورية انقلابية لا تعبر عن الإرادة الصلبة للهيئة الشعبية الناخبة، لأن إرادة الشعوب جزء لا يتجزأ من إرادة الله التي لا تعلوها إرادة بشرية مهما استخدمت من القوة ومن الحيلة والخديعة المعبرة عن لعبة الاحتراف للتكتيك والمناورة السياسية ذات الظاهر المغاير للباطن.أقول ذلك وأقصد به فشل الأوراق العشر التي استخدمتها أحزاب اللقاء المشترك بتقنية سياسية وفنية عالية لم تحقق لها ما تصورته من الأهداف العاجلة والآجلة بداية من: 1 – ورقة الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات السلمية ، وما نتج عنها من حركات انفصالية ورجعية تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الخلف دون جدوى. 2 – ورقة الاقتحامات والاعتداءات على المنشآت الحكومية والأملاك العامة والأملاك الخاصة ، وما تعرضت له من النهب والسلب والقتل للشباب ولرجال الأمن الذين سقطوا ضحية تلك الأطماع الجنونية في السلطة والثروة المادية لا لشيء ، اللهم إلا لإثارة غضب المجتمع الدولي من قتل المعتصمين سلمياً. 3 – ورقة الانشقاقات العسكرية والحزبية التي استهدفت الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية أو بقوة الانشقاقات البرلمانية التي ولدت ميتة. 4 – ورقة الاستخدام المجنون للقوة في الأحياء السكنية الآمنة في أمانة العاصمة وفي بعض عواصم المحافظات التي باءت بالفشل الذريع أمام قوة الدولة وسيادة القانون رغم ما تعانيه من الصعوبات السياسية والاقتصادية والأمنية والإرهابية. 5 – ورقة العصيان المدني التي ولدت عاجزة عن تحقيق ما استهدفته من تمرد على الدولة ومنع رجال المال والأعمال من تسديد ما عليهم من الضرائب والرسوم. 6 – ورقة قطع الطرقات والحيلولة دون تصدير الموارد النفطية والغازية والكهربائية، ناهيك عن انعكاساتها السلبية على إيقاف حرة المواصلات والنقل والعودة إلى عصر الحمير والجمال وعصر الحطب وعصر الثور والمحراث وما ترتب عليها من المعاناة. 7 – ورقة الاغتيالات السياسية وما نتج عنها من التهديد والوعد والوعيد لكسب الأعوان بأساليب ووسائل غير مشروعة وغير سلمية. 8 – ورقة الاغتيالات السياسية لرئيس الجمهورية ولكبار رجال الدولة وغيرهم من المواطنين والجنود والصف والضباط مدنيين وعسكريين. 9 – ورقة العلماء وما أصدره الزنداني وعلماء الإصلاح من البيانات التحريضية الداعية إلى التمرد على ولي الأمر بصورة مخالفة للإسلام عقيدة وشريعة. 10 – ورقة الإثارة الدولية والإعلامية من خلال المبالغة في القتل وتصوير الإرهاب بأنه من صنع الدولة بدافع الرغبة في ابتزاز الدول المانحة الشريكة في الحرب على الإرهاب، وما نتج عنها من المواقف الدعائية الهادفة إلى فرض الانتقال غير الديمقراطي وغير السلمي للسلطة وتغليب منطق الشرعية الثورية على منطق الشرعية الدستورية واستغلال موجه الشباب. أقول ذلك وأقصد به أن هذه المواقف المتعددة الأوراق التي يتداخل فيها التكتيكي بالانقلابي والسلمي بالعسكري والإرهابي والحقوقي بالفوضوي، لم تتمكن من تحقيق ما لدى الانقلابيين من الطموحات والأطماع السياسية للاستيلاء على السلطة بشرعية يوهمون العامة بأنها ثورية تعد ذوي الوعي والدخل المحدود والذين لا وعي لهم ولا دخل بجنة على الأرض ، ما لبثت التجربة والممارسات العملية أن كشفت بأن نار المؤتمر أفضل مرات عديدة من جنة المشترك ومخططاتهم الحزبية والانقلابية الرافضة للديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة؟!.