دار بين مواطن يمني والكهرباء هذا الحوار: - صباح الخير والأنوار أيتها الكهرباء الجميلة وحشتينا كثيراً. - صباح الخير.. لاأوحشك الله أبداً.. غير أني أعتب عليكم معشر اليمانين.. فما كنت أنتظر منكم هذه الإساءة.. أتردون الإحسان بالإساءة والجميل بالقبيح. - عفواً ماذا حصل لك أيتها الكهرباء الجميلة.. لقد كنت مسافراً. - الحمدلله على سلامة الأسفار.. إن اليمنيين اختصموا وخرجت الأحزاب على الدولة, وبلغ الحقد منهم مبلغاً عظيماً.. لقد خربوا أبراجي ومزقوا بقذائفهم حبالي وأسلاكي، فلم أعد قادرة على التنفس والحركة.. هل هذا جزائي أيها المجانين.. لقد كنت أحترق لأضيئ منازلكم وأطبخ طعامكم وأسرّج لكم تلفزيوناتكم لتتصلوا بالعالم, وأشحن هواتفكم, لتقضوا حوائجكم, وليقرب لكم البعيد.. - لماذا لاتذهبين للدولة وتشتكين؟ - ذهبت للدولة- أكثر من مرة- وقامت الدولة بإصلاحي, وماأبدأ أشتغل إلا وأكثر من قذيفة تمزق أحشائي فتصيبني بمقتل فأتوقف من جديد وقابلت المسؤولين وسألتهم عن السبب، فقالوا لي إن المشترك هو الذي يسدد هذه الضربات من أجل يتذمر المواطنون فينقلبوا على الدولة, فيسقط النظام.. ومادخلي أنا بالنظام.. سقط أم استقام.. ونصح لي أن أذهب لرؤساء المشترك ليراجعوا أنفسهم.. فذهبت للأحزاب ولاأدري هل هم صادقون أم يغالطوني هم والمسؤولون. - ماذا قال لك الأحزاب؟ - وقفت حائرة, فكل حزب يأتي بكلام بخلاف الآخر, فهم مختلفون كالعادة.. لقد سمعت كلاماً أزعجني فكل له تأويلاته وتبريراته.. ولكن في النهاية سمعت أحد قادتهم وكان متشنجاً للغاية.. فنهرني وصرخ في وجهي وشتمني بأبشع السباب, بل إنه سألني ساخراً مستهزئاً قائلاً: مانشتيش كهرباء, ماذا فعلت لنا ياكهرباء من أول الثورة حتى اليوم.. الذي أفاد منك هو النظام وحسب.. فلا تمني علينا.. بل أطلب إلى الجميع وخاصة الشباب أن يدمروك ويضربوك في العمق, فتنطفئ البلاد, فلا طالب يذاكر ولا مطار يشتغل ولا مرة تطبخ ولا رجال أعمال يتواصلون ولا.. ولا.. فيغضب الجميع ليثوروا على النظام.. وهاأنذا أرحم الله تعالى فماذا أعمل؟ إنني أدعو الله ليل نهار أن أتوقف للأبد فليس معقولاً أن أبدأ في النور ليواصل اليمنيون ضربهم لي لقد تعبت.. أمركم إلى الله.