لا أحد سعيد على الإطلاق بهذا الخوف الذي يعيشه اليمنيون.. ولا أحد سعيد على الإطلاق أن يخرج الأمر من يد الدولة لتصبح الأمور فوضى.. فاستتباب الأمن وهيبة الدولة مطلب الجميع معارضة وموالاة.. الحزبي كأخيه اليمني المستقل كأخيه الحكومي أصبح مذعوراً بفعل هذا الخوف الذي هو بمثابة موسم لعصابات مؤهلة بالجهل والتخلف والعضلات المفتولة، تلك التي لا تنشط إلا في ظل غياب القانون ولا تجد رجولتها ورواج مواهبها السود إلا في ظل الفوضى. الناس دون استثناء يطلبون الأمن والأمن والأمن ولاشيء غير الأمن، حتى البلاطجة، يمشون وهم يتشحون بقنابلهم وإربيجياتهم، وكلاشنكوفاتهم، وهم مذعورون خشية أن تطالهم العدالة من هناك أو من رب السماء الذي لا يغفل عما يعمل الظالمون !!. إن هيبة الدولة هي ضمان الأمن والاستقرار والذين يروجون لغياب الدولة عليهم أن يكفوا عن العبث ، فلقد اتضح أن البديل للدولة هو الخوف والرعب والقلق.. إن مايبعث على التفاؤل أن هناك رجالاً من أهل الأحزاب عادوا لرشدهم ، بعد أن خاضوا غمار اللامسؤولية.. وجربوا الارتزاق الحرام، غير أن الله لطف بهم وأصبح يهمهم أن يكون هناك أمن يشمل المجتمع كله، بعد أن ثبت بالبرهان الصريح أنه لا وجود لأمن ( بالتجزئة).. إن البنادق ينبغي أن توجه ضد الأمية والجهالة والتخلف والفوضى.. نتمنى أن يفطن شباب اليمن إلى أن هناك قواعد ضاربة للتخلف، وأن من هذه القواعد أن يحمل الشباب البندقية لسفك دماء أبناء اليمن .. المليشيات في أي طرف تعمل دون أن تدري لتمزيق اليمن وضرب ثورته وتدمير ماتحقق للشعب من أول الثورة حتى الآن .... إن هذا الذي يحمل البندقية ينبغي أن يعلم أن المجتمع يسفه أحلامه ويمقته شديد المقت، وينظر إليه بازدراء واحتقار، لأنه شارع في قتل .. أصبح الذين يحرضون ضد الدولة يعيشون حالة من الرعب والخوف، فالواضح أن الدولة صمام أمن، وبقدر ماتضعف هيبة الدولة يعيش المجتمع في حالة رعب دون استثناء .. على الجميع أن يعلم أن الله خبير وبصير وشاهد على مايعملون، وكفى بالله حسيبا.