الهيئة الأممية «المجتمع الدولي» ومجلس أمنها ومؤسساتها ووكالاتها ولجانها ومحاكمها.. حين انشئت كان الهدف منها حماية الأمن والسلام العالميين وحماية حقوق الإنسان وحقوق الشعوب .. وهي هيئة دولية تمثل المجتمع الدولي الذي يفترض أن تكون القرارات الدولية الصادرة غير شرعية وعديمة المشروعية ما لم تصادق عليها الجمعية العمومية التي تمثل المجتمع الدولي فعلاً.. وليس مجلس الأمن الذي تتحكم فيه بالقرار الدولي الخمس الدول الكبرى التي تمتلك حق النقض. وعليه فإن اختصار المجتمع الدولي في الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة وصاحبة حق النقض بدلاً من الجمعية العمومية يعد انتهاكاً واغتصاباً لقرار المجتمع الدولي وحقوقه.. بل إن الإدارة الأمريكية تتحدى المجتمع الدولي وتستهتر به حين تذهب للتدخل في الشئون الداخلية للشعوب العضوة في الهيئة الدولية كما حدث في العراق وفي الصومال وفي فلسطين وفي السودان وتستغل التكوينات التابعة للأمم المتحدة للتدخل والعدوان على الشعوب مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس الأمن واللجنة الدولية لحقوق الإنسان. وتعالوا للقرار 1973م ضد ليبيا والخاص بالحضر الجوي على ليبيا وفي يومها اعلنت الدولة الليبية القبول به والتزمت حتى اليوم بذلك .. لكن لم يخول القرار للإدارة الأمريكية ولا لحلف الأطلسي للتدخل عسكرياً ضد النظام الليبي والقيام بعدوان عسكري على ليبيا ولم يشتمل القرار على اسقاط النظام ولا بتقسيم ليبيا ولا بتسليم الجماعات المسلحة في ليبيا .. كل هذا لم يتضمنه القرار ومع ذلك حلف الاطلسي يقوم به دون أي مسوغ قانوني وفي عمل يعد انتهاكاً للقرار الدولي 1973م وانتهاكاً للقانون الدولي وكل المواثيق الدولية والإنسانية.. مما يجعل مقاومة الدولة الليبية شرعية ومشروعة لأن ماتواجهه عدوان ظالم بما في ذلك الاعترافات بالمجلس الانتقالي وقرار محكمة الجنايات ضد القذافي.. نعم إنه عدوان ظالم وجائر وانتهاك لكل الشرائع الإنسانية.