تتعايش الناس عندما تؤمن ببعضها وتعترف بالآخر وتقبل الاختلاف وتأخذه على محمل التسامح والتفاهم والحوار ولاتأخذه مأخذ: قلايتي وإلا الديك لأن المنطق السليم يعطي نتائج سليمة ويقود إلى التعايش والتآلف والإخاء والاعتراف بوجود الآخر وعدم انكار الحقيقة.. إن الحياة مدرسة ينبغي أن يتعلم منها الإنسان وأن يستفيد من تجارب الحياة ولايجوز أن تمر الأحداث والظروف ولايأخذ الإنسان منها العظة والعبرة ومن لايأخذ العبر من تجارب الحياة فإنه يظل عقيماً جاحد الفكر غير قابل بالتعايش مع الغير وحكم على نفسه بالانغلاق والتحجر ولم يعط عقله حقه من التفكر والتأمل والتدبر الذي يمكنه من التعرف على حقائق الكون وسننه وثوابته ومتغيراته.. إن اليمنيين أصحاب تجارب متعددة ومرت عليهم أحداث متعددة وصنعوا تجارب مختلفة وعاصروا الحياة بكل ظروفها وتعددت أسفارهم وتنوعت معارفهم وصقلت مواهبهم ,ولذلك فهم أصحاب إيمان وحكمة ولايخرج عن هذا الوصف إلا متعنت صلف لم يقبل بالتعايش ولم يجرب الحياة ولم يسبر أغوارها، حشر نفسه في نفق مظلم وحاصر نفسه بفكر متحجر وهذا الصنف من الناس في اليمن هو السبب الحقيقي في أزمة الحياة السياسية يصاحبه الغرور والنكران ويسيطر عليه الوهم والهوى فتظهر منه الأفعال التي لاتعبر عن أبناء اليمن أصحاب الإيمان والحكمة.. إن الأزمة السياسية الراهنة أعظم برهان على صنف الإنسان المتحجر والمتكلس الذي يرفض التعايش، فالبعض في أحزاب اللقاء المشترك من هذا النوع الرافض لحياة التعايش المصر على قلايته وإلا الديك الذي لايقبل الحوار ولايؤمن بالآخر ونتيجة لذلك عاث في الأرض فساداً وحاول إحراق الأخضر واليابس من أجل غاياته الشيطانية ووهمه المظلم فهل حان وقت الخروج من النفق المظلم الذي وضع اللقاء المشترك نفسه فيه؟ نأمل ذلك بإذن الله.