لم يكن يوم 17يوليو 1978باليوم العادي في تاريخ اليمن المعاصر .. بل كان يوماً استثنائياً تسطر بحروف من نور التحدي والعنفوان على هام الوطن ليخلد في ذاكرة الشعب حدثاً بحجم تاريخ هذه الأمة الشامخ في كتاب الزمن .. إنه يوم ال 17 من يوليو 1978م الذي سجل للرجل موقفاً لن يُنسى في البطولة والرجولة وحب الوطن في وقت هرب فيه كبار المدعين للوطنية وتنصلوا عن المسئولية ولم يبق في خندق المواجهة ملبياً نداء الواجب سوى «علي عبدالله صالح» الذي صاح وبأعلى صوته «ها أنذا» وحمل كفنه في يديه واتجه صوب لواء الواجب ليحمله ويرفعه شامخاً ملء سماوات الوطن بكل شجاعة واستبسال ليصبح هذا اليوم المجيد 17يوليو 1978م يوماً من أيام اليمن الخالدة في ذاكرة الشعب جيلاً بعد جيل تحكي ملحمته تفاصيل موقف الزعيم البطل التي امتدت على مدى ثلاثة قرون تبني الصرح الوطني التنموي الخدمي الوحدوي عالياً وعلى مداميك راسخة عنوانها إخلاص ووفاء وحكمة وبصيرة علي عبدالله صالح الذي استطاع أن يصنع من لحمة أرضه وشعبه وتاريخه العريق عنفواناً شامخاً شموخ جبال عيبان وشمسان أمام كل التحديات التي تحدق باليمن .. وليس أدل على ذلك من موقف الشعب والجيش في ظل هذه الأزمة المفتعلة ضد الوطن التي يقود رحاها اللقاء المشترك منذ بضعة أشهر ليس أدل على ذلك من هذه اللحمة الوطنية الشعبية العسكرية مع الشرعية الدستورية ومع القائد الرمز صانع ضحى ال 17من يوليو وال 22من مايو المجيد 1990م .. فليخسأ كل الحاقدين على بلادنا ولتخرس كل الأصوات النشاز وليبق اليمن غالياً بل أغلى في قلوبنا جميعاً مهما تكالبت عليه ذئاب الفتنة والفوضى والانقلابات الموبوءة بعفن العمالة والارتزاق والخيانة .. لقد حصحص الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ، ولم يبق سوى وهج الشرعية والنظام والقانون والصندوق الديمقراطي الذي يتهرب منه الضعفاء .. ضعفاء النفوس المريضة والضمائر الميتة والمشاريع الصغيرة .. ومهما تذاءب الأشرار فلن ينالوا منك أيها الوطن .. أيها القائد الرمز .. أيها الشعب الأصيل .. لن ينالوا منك سوى مايناله المخيط من البحر . ما أضر البحر يوماً إن رمى فيه غلام بحجر . أما اليمن فسيظل وطناً تحرسه عناية الله والقائد والجيش والشعب الوفي وتحرسه ضمائر الشرفاء .. وعيداً سعيداً وكل عام واليمن بألف خير ..