في قلب باريس دلفت الكنيسة الشهيرة (روتردام ) وربما نسبت إليها هذه الرواية العالمية التي ترجمت لكل لغات العالم ( احدب نوتردام ) لهوجو. لم أنتبه كثيراً لغرفة ( الاعتراف) حيث فتاة جميلة تقف قبالة كاهن خمسيني تعترف بذنوبها – إذ يغفر لها الكاهن – فلا تدخل النار وإنما شد انتباهي شيء آخر هو هذه الصفوف المتراصة على هيئة محترمة وبكامل الهندام تسمع الموسيقى وتردد ( الكورال ) بصوت منتظم ورخيم على شاكلة الموشح الأندلسي ! قعدت في الصف ، ولم ألاحظ أني غريب ، فلم ينظر إليّ احدهم أني خارج الصف ، خارج الوطن ، خارج النسق ، مما شجعني على أن أستمر حتى النهاية. وفي لندن كررت التجربة.. والشاهد أن حفل الأحد الموسيقي هذا هو الصلاة بالمفهوم النصراني ، يوم واحد يجدد المؤمن عهده بربه عبر الموسيقى داخل الكنيسة، وإذا ما أصاب جريمة أو صنع معصية ، دلف إلى غرفة مجاورة ليعترف للكاهن وسيغفر الله أو الكاهن هذه الجريمة أو تلك المعصية.. ليس على النصراني أن يصلي إلا يوم الأحد في حفل كورالي بديع . خشيت أن نتبع النصارى نحن المسلمين في أن تكون علاقتنا بالله يوم الجمعة ،نسمع الخطيب بضع دقائق فلا تربطنا بالله بعد ذلك أية علاقة (بعض المسلمين لا يصلون إلا يوم الجمعة) . نخشى أن نكون بسلوكنا قد انقطعنا عن الله ، فأصبحنا نحقد على بعضنا هذا الحقد، ونكره وطننا هذا الكره إلى درجة أن نخرب المؤسسات ونكسر الشوارع والدين والعرف والتقليد الجميل. في إطلالته المحزنة والتي تألمنا لها جميعاً، معارضة وموالاة ، شعرت بالخوف حين أطل خطيب مسجد، شامتاً بالرئيس على ماوصل إليه من حال وقلت في نفسي أهذا خلق المسلم .. أيكون هذا الخطيب داعي فضيلة وأميناً على دين الله ؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله .