في الاعتراف تطهير، ولكل دين فلسفة خاصة بهذا المفهوم، ففي الديانة النصرانية، استحدث الرهبان «صك الغفران» حيث يذهب المذنب إلى الراهب أو الكاهن فيعترف بخطيئته، فيمنحه هذا الأخير وثيقة أو صكاً يغفر له بموجبه ذنوبه. وقد زرت أعظم كنيسة في أوروبا «نوتردام» في مدينة باريس الفرنسية، فشاهدت طابوراً من المتدينين داخل الكنيسة، أما الطابور الأول، فهو يحاول أن يأخذ مقعده في الداخل لسماع أو لحضور الصلاة؛ صلاة الأحد، وهي عبارة عن جلسة موسيقية أشبه ما تكون بحفلة «الأوبرا» إذ تصطف فرقة موسيقية موحدة الزي فتعزف أناشيد دينية يرددها حيناً المصلون، ويأخذ الطابور مكانه، ليجلس على كرسي الاعتراف، يعترف بذنبه فيسامحه الله أو الكاهن. وبالنسبة للبوذيين فإن غالبيتهم يذهبون إلى نهر «الجانج» فيغتسلون بمائه الذي يغسل الجسد من الذنوب، وقد حاولت الحكومة الهندية؛ وتحاول أن يحافظ السكان على بيئة هذا النهر ليظل نظيفاً لكثرة ما يُرمى فيه من مخلفات. وبعض الطوائف ترى أن غسل حيواناتهم في «الجانج» يمنحها البركة والصحة والفأل الطيب، وإذا مات الهندي، أحرقت جثته وجمعت في وعاء ورُمي بها في هذا النهر!!. أما في دين الإسلام فلا اعتراف بالذنب أو الذنوب لمخلوق، وإنما يتوب الإنسان إلى ربه توبة نصوحاً عازماً على أن لا يعود للذنب، وأن يندم على ما فعل، وأن يعزم على التوبة، أي أن يحرص على أن يكون هذا الذنب آخر ما يقترف. ولا جرم فإن من الخطايا أن يظن المسلم أن الله لن يغفر له إذا عاود اقتراف ذنب آخر، فالواجب أن يقاوم المرء الشهوات قدر الإمكان، ومادامت هناك فرصة عيش وفرصة حياة فلابد أن تعاود التوبة وهكذا. ويحذر السلف الصالح هذا الذي يعاود الإثم فيتوب ويعود إلى الإثم من جديد أنه ربما هجم الموت على الإنسان أثناء اقترافه للذنب، فلا يجد فرصة أن يتوب. في الاعتراف تطهير، فينصح علماء النفس أن يخصص الإنسان عشر دقائق من يومه وليلته ليحاسب نفسه، أن يتخلى عن غروره، أن يجدد العزم ليكون كبيراً، ففي حساب النفس تكون عظمة الإنسان، فيحبه الله ويحترمه الناس.