حادث إجرامي بشع لايراعي عرفاً ولا حرمة ولا ديناً ولا أخلاقاً حادث مروع جلل ذلك الذي استهدف حياة رمز تاريخي من رموز النضال على مدى ثلاثة عقود من الزمن فلا حرمة المسجد وهو بيت من بيوت الله حالت دونه ولا وقوف من فيه يناجون بارئهم في لحظات روحانية يتواصلون مع ربهم فلم يشفع ذلك ولا ساعة الإجابة التي تصاحب ساعات يوم الجمعة.. قد منعت من وقوعه ولا حرمة اليوم وهي الجمعة كما قال سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع “كحرمة يومكم هذا إلخ الحديث” قد ردعت مرتكبي الجريمة ولا حرمة شهر رجب ولا عصمة دم المؤمن وحرمته لحديث “كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه” لم تشفع كل تلك الموانع لقائد وهب نفسه لوطنه وحمل الهم عنهم عقوداً من الزمن كل تلك الموانع لم تردع منفذي الجريمة من تنفيذ مخططهم الإجرامي الغاشم الذي لادين له ولا مذهب انتهكت كل تلك الحرمات بصورة تعكس مدى حقد وغل وعنفوان من خطط وشارك ونفذ وسهل وموّل تلك العملية. لماذا؟ من هو صاحب المصلحة الحقيقية في إدارة عجلة الصراع الدموي؟ من يقف وراء ذلك؟ ظهور فخامة الأخ الرئيس وهو على ذلك الحال أثار حفيظة كل وطني غيور حريص على مصلحة اليمن وحريص على استقرار هذا الوطن الذي بات قاب قوسين أو أدنى من مرحلة قاتمة بل أشد قتامة وقد أصبحت الحاجة ملحة وداعية إلى سرعة رأب الصدع والتوجه بصدق إلى الله الكريم أن يعجل بالشفاء لفخامة الأخ الرئيس ليعود للم الشتات القائم الآن والقادم مستقبلاً، كي لاتتفاقم الأمور ويدخل البلد في النفق المظلم. لست من دعاة التخليد والتأبيد إلا أنني أيضاً لست من دعاة الفوضى والغوغاء والخروج عن الشرعية الدستورية. ولست من دعاة الإساءة والنيل من رموز النضال اليمني صناع التاريخ وسفك دمائهم وإحراقهم جسدياً بأخاديد في بيوت الله. ولست من دعاة التشطير والانفصال. أنا يمني وأخاطب كل يمني حر لأن يقف مع نفسه في لحظات من التأمل الجاد والصادق بعيداً عن العصبية المقيتة بعيداً عن العواطف بعيداً عن التبعية والمزايدات والمفاهيم الحزبية والولاءات الضيقة ينحاز إلى الوطن فإذا مافعل كل منا ذلك فلاشك أنه سيخرج إلى حقيقة واحدة لا مناص منها وهي أن الوطن بات أكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة لقائد يحمل صفات وأخلاق وحنكة وسياسة وسماحة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ذلك الرجل الذي نذر حياته لشعبه وأمته ووطنه وتولى مقاليد السلطة وكانت حينها محرقة تطال كل من يقترب منها وعندما رأى ما تمر به البلاد حينها نذر حياته ليحيا الوطن، وتستقر البلاد وبحنكته السياسية جعل من تلك المحرقة برداً وسلاماً عليه وعلى الوطن بأكمله وكان صاحب السبق في استخراج الثروات الطبيعية التي عاد ريعها على البنية التحتية في شبكة واسعة من الطرق والعديد من السدود والحواجز المائية وبنى صروح العلم والمعرفة في عموم اليمن ووحد الوطن وحل مشاكل الحدود واستعاد الحقوق المسلوبة بحنكته السياسية كجزر حنيش ورأب الصدع في العلاقات مع دول الجوار ووقف إلى جانب قضايا أمته العربية والإسلامية، صدع بقول كلمة الحق في المحافل الدولية وغيرها من الأعمال التي لا يتسع المجال لذكرها هنا في هذا الحيز الضيق فلماذا لا يُنظر إلى كل تلك الإيجابيات في حياة الرجل؟ أينكر أحد منا تلك المنجزات؟ أينكر أحد منا سماحة القائد عند الاقتدار، يحضرني وأنا أكتب هذه المقالة، ماقاله العميد جواس وهو الذي أطلق وابلاً من الرصاص على حسين الحوثي حيث صرح الحوثي عندما وقف جواس أمامه فقال له خذني أسيراً لعلي عبدالله صالح فرد عليه جواس مباشرة: تريد أن أوصلك إليه ليعفو عنك كما عفا عني لا والله وأطلق عليه الرصاص فهذه شهادة أعدائه أكثر من أنصاره ويصدق فيه قول الشاعر: صفوح عن الزلات حتى كأنه من الصفح لم يعرف من الناس مجرماً لو فكر أحدنا بجدية وصدق وإيثار لمصلحة الوطن فإن الشعب اليمني لن يجد قائداً كعلي عبدالله صالح في إنسانيته وتسامحه وعفوه وحنكته.