لن يفاجأ الشباب والشيوخ أن هناك تجار حرب، لا يهمهم أن تخرب اليمن تماماً، كما خربت أيام انهيار السد، وحينها تفرقت أيدي سبأ. ولقد نعلم جميعاً أن إبليس اللعين هو شيخ هذه الحروب، وهو الذي يعمل جاهداً وقد حلف اليمين الغليظة أمام الله أن يثير الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويفسد الإخاء والمودة بين الناس، ويعمل على إفشاء سفك دماء المسلمين وتدمير بيوتهم وضرب مصالحهم. يوم بدر ظهر إبليس بمظهر شيخ كبير من شيوخ العرب، وقال لمشركي مكة وكفارها: (إني جار لكم)، بمعنى أني معكم في حلف خطير ناصر لكم على محمد وأتباعه، فاطمأن المشركون الكفار لهذا الشيخ وبدأوا الجولة، غير أنه كان مجرد فتنة؛ لأنه لما رأى الفريقين المؤمنين والكفار هرب، (فلما تراءى الجمعان انقلب ونكص على عقبيه). هناك وكلاء للشيطان الرجيم، مفاتيح للشر مغاليق للخير لا يسعدهم إلا الخراب والدمار، وبما أن إيمان المؤمن يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فإن المؤمن يذكر ربه ويعود إلى رشده، وما أحوج المؤمن العاصي أن يخاف ربه كيلا يموت على إضمار الشر لإخوانه فتسوء خاتمته (نسأل الله حسن الخاتمة) وأي شر، بل أي كفر أشد سوءاً من استباحة دم المسلم، وهتك عرضه؟!. إن رمضان (اليمن) ينادي بأعلى صوت كافة الأطراف إلى تقوى الله، فما أصبر المتقاتلين على الدنيا على نار جهنم، أعرف أن بعض وكلاء إبليس مقيمو صلاة ومؤدو زكاة وأهل خير، فعليهم مراجعة أنفسهم وإعلان التوبة؛ لأن الله توعد العصاة العاقين بالنار وبئس المصير، والله لا يخلف الميعاد. لابد من البراءة من إبليس والتوبة السريعة والاستغفار، فماذا ستقول لربك أيها المسلم حين تواجهه في يوم محتوم قد يكون الآن أو اليوم أو غداً؟! (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).