نزل بيننا ضيف عزيز على قلب كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها يفرح به الصالحون والصالحات ضيف طال انتظاره عند الصغير قبل الكبير على مدار السنة إنه شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر والدعاء قال تعالى “ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون”. وفي هذا الشهر المبارك تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين” رواه البخاري ومسلم وقال بن مسعود رضي الله عنه: “ سيد الشهور شهر رمضان وسيد الأيام يوم الجمعة” ويعتبر شهر رمضان المبارك موسماً من المواسم الكبيرة في العام لفعل الخيرات وبذل الصدقات ففيه تمحى السيئات وتضاعف الحسنات وترفع الدرجات ويعد الصيام في اللغة الإمساك عن الطعام والشراب والجماع في نهار رمضان وهذا مما يميز هذا الشهر المبارك عن سواه من الأشهر الأخرى قال تعالى “ يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” ومما ينبغي على المسلم البالغ العاقل المكلف القادر على الصيام معرفته وتعلمه في هذا الشهر الكريم هو تعلم آدابه وسننه وأحكامه. فالصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام ولا يصح إسلام الفرد بدونه وهو عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه إضافة إلى الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار واجتناب المحرمات والشهوات والغيبة والنميمة والكذب وقول الزور وتعلم الصبر وضبط النفس والتحكم بها ففي الصحيحين قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم “واعلم أن في الصبر على ماتكره خيراً كثيراً” فالصوم عبادة من أجل العبادات وقربة من أعظم القربات وطاعة لله وحده فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها». فهاهو شهر رمضان المعظم يحل علينا وعلى الأمة الإسلامية وأبناء العروبة والإسلام غارقين في خضم الفرقة والمشاكل والفتن بين صفوفهم التي لم يجنوا منها غير تدمير الوطن وإفساح المجال للتدخلات الخارجية ومزيد من المعاناة للمواطن المسكين الذي ليس له ناقة ولا جمل في هذه الفوضى والصراع السياسي بين الأحزاب المتصارعة من أجل الملك والسلطة وكذلك الحسرة والندامة فيما بعد، وما ننصح به دعاة الفتنة والشقاق من أصحاب أحزاب اللقاء المشترك التوبة إلى الله والاستغفار والتكفير عما سبق من الآثام في حق ولي الأمر الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح “شفاه الله” وفي حق المسلمين من أبناء الشعب اليمني الصابر وشهر مبارك وكل عام وأنتم بخير وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك..