والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً .. ابنتي تبكي مع أخيها يريدان مشاهدة أفلام الكارتون، لا كهرباء.. الزوجة تريد أن تكوي الملابس وتنظّف البيت وتطهو الطعام وتصعد بالماء من الخزان.. لا كهرباء. نريد أن نسمع الأذان؛ ثم نستمتع بمشاهدة صلاتي المغرب والتراويح من الحرم مباشرة على الهواء ونترفّه ببعض البرامج.. لا كهرباء، نتابع ما يحدث في اليمن (غير السعيد) لا كهرباء، ثم نعتذر للأصدقاء بعدم اللقاء واستقبالهم في المنزل لعدم وجود الكهرباء. لا سمر في رمضان ولا خروج للكبار ولا للصغار؛ لأنه لا كهرباء، وبعد ذلك يمكن لأي شقي أن يطلق عليك النار، واللصوص أن يسرقوا المنازل، وللجرائم أن تحدث في الحارات؛ لأنه لا كهرباء. لا تستطيع التواصل مع العالم لأنه “لا انترنت، لا فيس بوك” لا كهرباء، لقد أصبحت الكهرباء في اليمن مثلما في أي مكان من العالم ضرورة حياة، لا غنى عنها. والسؤال: كيف يبشّر هذا الطرف أو ذاك بمستقبل زاهر سعيد أنور دون كهرباء، كيف يمكن أن يكون هذا الذي يدّعي تخليص المجتمع من الظلم والظلام من أي اتجاه كان وهو يعشق الظلام بنسف أبراج الكهرباء؟!. إن القبح ضد الجمال، وليس الأعمى كالبصير.. وفي القرآن الكريم لا يساوي الله بين الظلمات والنور، ولا البرد والحرور. إن عاشق الظلام شخص مريض معقّد تلفظه أسرته ومجتمعه، ومن المحال أن يساوى ذوق البلبل والنورس بذوق الخفاش. إن الجمال هو ثالث القيم الجميلة الرائعة التي يتميز بها الإنسان عن البهائم وسائر الحيوان، وهي الحق والجمال والخير، فما بال أقوام يؤذون الله ورسوله وإخوانهم من بني البشر؟!. إن الله عندما أمر رسوله وعباده بتطبيق الحدود ومن ضمنها حد الإعدام على المفسدين في الأرض وقطاع الكهرباء، فإنه يريد أن يكون الوجود جميلاً خالياً من الأذى والضر الذي يعكّر على الإنسان سعادته وجمال وجوده. إن المجرم عبء على مجتمعه وأسرته، ولابد أن يموت.