ينشُد الكثير من الأفراد والمجتمعات التغيير نحو الأفضل وهي أمنية تراود الكثيرين من البشر في العالم وخصوصاً في العالم العربي والإسلامي الذي يعاني من الجهل والأمية والفقر والصراعات الأيديولوجية والسياسية والقبلية والتدخلات الأجنبية وخصوصاً الفقراء والعاطلين والمثقفين والسياسيين وقادة الأحزاب السياسية المعارضة التي تطمح للوصول إلى الحكم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وذلك بدعوى التغيير وإزالة الظلم والاستبداد والفساد والتوريث وغير ذلك من الدعاوى والشعارات والمبررات والوسائل والطرق غير الواقعية وغير الشرعية والتي من خلالها يتم التلاعب بعواطف الكثيرين من أفراد المجتمع وخصوصاً البسطاء منهم ومن ثم جرهم إلى مربع الفوضى والعنف والتمرد على السلطات الشرعية مما ينتج عن ذلك الانتحار وإراقة الدماء وانتهاك الأعراض والحرمات وفقدان الأمن والاستقرار والسكينة العامة والتماسك الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية للبلاد. ولو نظرنا إلى حقيقة التغيير نجد أن التغيير سنة كونية وضرورة من ضروريات الحياة ولا تتم إلا بشروط إلهية ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم ومنها إصلاح وتغيير ما في النفوس, قال تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وكذلك العمل الصالح قال تعالى: “من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” والاتباع وترك الابتداع في دين الله قال تعالى: “فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى, ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا”، والاستقامة الصحيحة وفق الكتاب والسنة النبوية والأخذ بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين قال تعالى: “وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا” والإيمان وترك الظلم قال تعالى: “الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون”، وأيضاً من الشروط الإلهية للتغير التوبة والاستغفار والعودة إلى الله قال تعالى: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكن جنات ويجعل لكم أنهارا”، وكذلك التوكل وحسن الثقة بالله والتقوى قال تعالى: “ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” ومن أسباب التغيير الصدق مع الله ومع الناس وتوحيد الصفوف والاعتصام بحبل الله وترك الفرقة والحزبية والعصبيات الجاهلية وطاعة العلماء والأمراء في المعروف وإصلاح المجتمع, قال الإمام مالك رحمه الله: “لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها”، وللعلم فالتغيير للأفضل والرقي والتقدم للأمام والسعادة الحقيقية لا يكون أبداً بالفرقة والاختلاف والخيانة والعمالة والفوضى والتقطع في الطرقات والتخريب والمظاهرات والثورات والانقلابات والاعتصامات وأذية المسلمين وإخافتهم ونشر الخوف وسفك الدماء وإزهاق الأنفس والسير وفق مذهب الخوارج الضُلاَّل ونبذ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديق الفتاوى والأفكار الضالة والتغيير بالعنف والسيف, قال الحسن البصري رحمه الله: “إن الله يغير بالتوبة ولا يغير بالسيف” فهل يدرك هؤلاء الخوارج من الإخوان والسروريين هذا ويتوبون إلى الله من التشبه باليهود والنصارى والملحدين ويراجعون دينهم الذي يتبرأ منهم ومن أقوالهم وأعمالهم الإجرامية المستمدة من الفكر الخارجي السبئي المعادي للإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان، وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.