إلهي ما من إله نرجوه إلا أنت, ولا رب يستحق العبادة سواك, ونحن في اليمن بعدت بيننا وبينك الشقة, وانعدمت بك – ولا حول ولا قوة إلا بالله – الثقة, فعبدنا الأهواء والرغبات, واقتحمنا الحرمات, وقصّرنا في أداء الصلاة والزكاة, وزيّن لنا الشيطان سوء أعمالنا فرأيناها حسناً, وبلغت الرذيلة بنا حد أن يستبيح أحدنا ظلماً قتل أخيه, ونهب بيت المسلم بما فيه. إلهي.. ضل عالمنا وزل وجهل حليمنا وغفل وخان أميننا, وللصالحات اعتزل, فاعوج وما اعتدل, إلهي لمن نشكو حالنا إلا لك, وبمن نعتمد إلا عليك, إلى من تتركنا, إلى عمل صالح لم نجترحه, أم إلى عباد هم أمم أمثالنا يلوذون بحولك وقوتك, قد زلّوا وفرّطوا؟!. لقد خاب مسعانا حين عبدنا مصالحنا وقدّسنا شهواتنا ورغابتنا, فافقترفنا ما نهيتنا عنه, وابتعدنا عمّا أمرتنا به, فها نحن نعيش ضيقاً لا كاشف له إلا أنت, وأرواحنا تصعد هماً وغماً لا مفرجهما غيرك. ها نحن نشاهد المنكر ولم نستطع تغييره, ويسوم بعضنا بعضاً هواناً لا نستطيع دفعه.. لقد أمرتنا أن نحفظ حقك في الحلال والحرام, فحال بيننا وذاك قسوة قلوبنا وضعف إيماننا, فيا غياث المستغيثين, نعوذ بوجهك الكريم أن تضاعف عذابنا بمزيد من شح العيش ورعب الليل وإرهاب النهار. في اليمن, يا إلهي ضاق بنا الحال وتشعبت الأوحال, وكثرت الهموم واستبدت الظنون, وتغطرس وتعالى المتكبرون وكثر المرتزقة, يُقبلون من كل حدب وصوب على مصالح دنيا دون مراعاة لوطن أغلى, حتى إنهم يجمعون أكبر قدر من الأرصدة, لنا موصدة في عمد ممددة!!. يا إلهي إن هؤلاء الأشقياء يطمع كل منهم أن يفسح لنفسه أكبر مساحة من جهنم, لا يهمهم أمر العباد, ولا يقدّرون شيئاً اسمه البلاد ولا يخافون يوم المعاد, يا إلهي الطف بنا, فلقد طفح الكيل وكادت الأرواح تبلغ الحلاقيم الجائعة الضارعة بطلب الأمان. يا إلهي ارحمنا في هذه الليلة المباركة وفرّج عنّا ما نحن فيه.. كن معنا حيثما كنا, وامنع مقتك وغضبك علينا, نسألك أن تعيد لأهل القرار رشدهم, وتمنحهم المحبة فيما بينهم كي يرأفوا بنا ويحسّنوا أحوالنا. واغفر لآبائنا وأمهاتنا والمسلمين, ولا تخزنا يوم الدين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.