الكذب “ المعسبل “ هو مصطلح شعبي يتداوله الناس في حديثهم اليومي ويطلقون هذا المصطلح على الكذاب الذي لا يستحي من الكذب ويقول كلاماً لا يصدقه العقل البشري ولا يمكن أن يمر أو ينطلي على أحد من الناس مهما كانت سذاجته, وبرغم أن كثيراً من الناس قد اقلعوا عن هذه العادة السيئة كونها مذمومة وتجلب لصاحبها الخزي والعار إلا أن بعض القوى السياسية المفلسة في بلادنا وخصوصاً تلك القوى الانقلابية التي تحاول عبثاً الوصول إلى السلطة عن طريق الكذب والتدليس والغش والخداع والتضليل للآخرين وخاصة البسطاء من الناس الذين لا يعرفون الكثير من الحقائق والأحداث التي تجري في بلادنا ومن يقف وراءها ويحركها ويشجعها ويمولها بهدف تخريب البلاد وتدمير الحياة وتعطيلها بشكل كامل بعد أن تجردت تلك القوى من أبسط القيم والمبادىء الوطنية والأخلاقية والدينية رغم أن بعضاً منها يدعي الوصاية على الدين الإسلامي واحتكاره لصالح سياساتها الإجرامية بحق الوطن والشعب اليمني الذي مازال ينزف بسبب أعمالهم التخريبية والفوضوية التي لا يقرها دين ولا عقل ولا ضمير ولا عُرف إنساني. إن أكبر أكذوبة روجت لها تلك القوى الانقلابية هي ما أسمته ومازالت تسميه ثورة شبابية سلمية في حين أنه لا وجود لثورة حقيقية على الإطلاق في بلادنا وإنما هناك تقليد أعمى لما حدث في تونس ومصر من قبل قوى وأحزاب سياسية ظلامية وقبلية متخلفة ودينية رجعية كهنوتية متمردة, وإلا كيف نسمي المتمردين الحوثيين شباباً سلميين وقد تمردوا على الدولة وحاربوا القوات المسلحة والأمن وقتلوا العديد من ضباطها وجنودها البواسل, وكيف نسمي من تمرد على النظام والقانون والدستور وخرج عن الثوابت الوطنية ثواراً سلميين, وكيف نستطيع أن نسمي عناصر تنظيم القاعدة الذين يتواجدون في ساحات الاعتصام ثواراً سلميين, رغم أنهم إرهابيون وفقا للإجماع الدولي حول تلك العناصر التي اتفق العالم كله على محاربتها في كل مكان, وكيف نسمي القوى القبلية المسلحة داخل ساحات الاعتصام بالثوار السلميين وهم يقومون باستهداف رجال الأمن وقتل المتظاهرين وتحميل الدولة مسؤولية ذلك بهدف إثارة الرأي العام اليمني والعربي والدولي ضد الحكومة اليمنية, وكيف نسمي الأحزاب والتنظيمات السياسية التي هربت من الانتخابات والاستحقاقات الديمقراطية إلى المواجهات والشغب والفوضى والعنف بأنها ثورة سلمية, وأية سلمية يتحدثون عنها وهم يقطعون الطرقات ويغلقون المدارس والجامعات ويضربون الكهرباء وغيرها من المصالح العامة للشعب اليمني, وأية سلمية يمكن الحديث عنها في الهجوم على معسكرات الجيش في أرحب ونهم وتعز والحيمة وغيرها من المناطق الأخرى, وأية سلمية يتحدثون عنها وهم متورطون بدعم عناصر تنظيم القاعدة بعد أن تبين ذلك بالأدلة القاطعة بعد النصر المؤزر الذي حققه الجيش البطل على عناصر التنظيم في أبين. وإضافة إلى سيل الكذب “المعسبل” لتلك القوى الانقلابية كان آخر كذبة تفوق الكذب “المعسبل” هو ادعاءها الكاذب والممجوج في صحفها التي أدمنت على الكذب الرخيص والتي لا تستطيع الصدور من دونه فهو بضاعتها الوحيدة التي يمكن تقديمها لقرائها المخدوعين والمظلومين والذين فعلاً أشفق عليهم وهم يتجرعون الكذب “المعسبل” كل يوم وهم يطالعون تلك الصحف المحشوة بالأكاذيب وآخرها أكذوبة النصر على الإرهاب في محافظة أبين, حيث تدعي صحف تلك القوى الانقلابية أن عناصرها المنشقة من الجيش هي التي خاضت الحرب ضد القاعدة في أبين وأن القبائل الموالية لها هي التي ساعدت الجيش ووقفت إلى جانبه لدحر تلك العناصر الإرهابية, بينما في الحقيقة التي تجلت على لسان قادة الجيش الأبطال الذي انتصر على القاعدة في أبين أكدت أنه جيش اليمن البطل، جيش الشرعية الدستورية، جيش الدولة اليمنية، نافين صلتهم بالخونة والمتمردين المنشقين عن الجيش الداعمين للقوى الانقلابية والداعمين للقاعدة نفسها في محافظة أبين التي تسلمت الأسلحة من مخازن المعسكرات المنشقة والمتمردة وفق ما أعلن مصدر عسكري ذلك, فهل ستستمر تلك القوى الانقلابية بترويج الكذب “المعسبل” والإدمان عليه وفقاً للمثل القائل:«من شب على شيء شاب عليه». (*) باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني [email protected]