عندما تكتشف أن أفعى قادمة إليك تتبع الجحر الذي نشأت فيه ولا تبادر إلى نفض الملابس، والفراش، وسجادة الصلاة ..لأن هذا النوع من الأفاعي يختبئ تحت جلدك بمهارة. فكيد الأفعى كقوة ملمسها الناعم وسمها القاتل يسعى لتلويث الأرض الطاهرة، والأفاعي يؤلمها اجتماع الأرواح على وحدة وحب فتدور وتدور وتتسلل من ثغرات أحلامنا الموجوعة المؤطرة بالأمان والاستقرار لتملأ عالمنا بالحزن والفجيعة، لذا وجب علينا أن نمزق خارطة الطريق الخاصة بهم وأن نذيب أدق تفاصيلهم. وقد يتحول القلم إلى هم صاحبه العظيم ويحجم عن الكتابة مائة يوم ونيف.. ولكنه سيخط سطوره عندما يلمح سقوطهم وتساقطهم وانطفاء دروبهم.. والقلم همّ صاحبه العظيم لمائة يوم ونيف.. إلى جانب ركام الأقنعة المتساقطة والمتهالكة. والقلم همّ صاحبه العظيم لمائة يوم ونيف.. ولكنه سيخط سطوره عندما يزيل غبار تفاصيل خداعهم لنا فهنا خدعنا.. وهنا ظلمنا.. وهنا قذفنا.. وهنا قتلنا .. والقلم همّ صاحبه العظيم لمائة يوم ونيف.. ولكنه سيخط سطوره بعد أن يقف على قبورهم فيعرفنا على نوعية قبورهم.. فهذا قبر مناضل قتل وهو خائن.. وهذا قبر قيادية قتلت وهي مغرر بها.. وهذا قبر صديقة أمنها ظهورنا فسلت بخنجرها بكل قوة لتطعن كل النساء باسم الحقوق والحريات ونساء اليمن.. وهذا قبر قائد أصبح تابعاً.. وهذا قبر كاتب أصبح لايشتم من سطوره إلا رائحة الحقد، والكراهية، والمشاحنة، والبغضاء.. وهذا قبر خطيب جمعة أصبح مفتياً يشكك الناس بدينهم ويدخلهم في دائرة الشبهات.. وهذا قبر عقرب بثت سمها في الأرض فلدغت وشتتت وفرقت.. وهذا قبر... وهذا قبر... وهذا قبر... فأبيض شعري من هول مارأيت من موتى.. وكبرت مائة عام ونيف ..وأنا أُمضغ بين أسنانهم. وكبرت مائة عام ونيف.. وأنا أُقذف بألسنتهم. وكبرت مائة عام ونيف وأنا أترفع عنهم.. لذا طويت صفحتهم بعد أن بلغت من خذلانهم من العمرعتياً ومازلت في دائرة الخيانة التي لا طاقة لنا بها. فاصلة : قبل الموت بقليل ندرك كم كانت الحياة فرصة لا تتكرر.. وبعد الموت بقليل يدركون كم كنا في الحياة فرصة لا تتكرر..