في الوقت الذي كان فيه أبناء الشعب اليمني ينتظرون بفارغ الصبر الإعلان عن التوصل إلى اتفاق سياسي بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك لحلحلة الأزمة العصيبة التي يشهدها الوطن منذ ثمانية أشهر مضت فوجئنا بتفجير الموقف عسكرياً من قبل الأطراف المتشددة الرافضة للحلول السلمية بهدف إفشال المساعي الخيرة التي بذلت من قبل الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر حول آلية تنفيذ المبادرة الخليجية لإنهاء هذه الأزمة بعد إصدار فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الثاني عشر من سبتمبر الجاري للقرار الجمهوري رقم (24) لسنة 2011م والذي قضى بتفويض نائبه الأخ/ عبدربه منصور هادي بالصلاحيات الدستورية لإجراء حوار مع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية والاتفاق على آلية مزمنة لتنفيذها والتوقيع بعد ذلك على المبادرة نيابة عنه والبدء بمتابعة التنفيذ برعاية إقليمية ودولية وبما يفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتفق على موعدها وتضمن انتقالاً سلمياً وديمقراطياً للسلطة. لكن للأسف الشديد فقد عمدت القوى الرافضة للحوار والداعية لما أسموه ب (الحسم الثوري) الأوضاع في العاصمة صنعاء ومدينة تعز في توجه واضح لسفك الدماء وهو الرهان الذي يراهنون عليه لإقناع المجتمع الدولي بالتدخل عسكرياً كما حدث في ليبيا بعد أن فشلوا في إقناعهم بما عرضوه من إدعاءات وأكاذيب طوال الفترة الماضية. لقد أجمع العالم على أن الحوار هو الطريقة المثلى والحل الأنسب بين أطراف الأزمة اليمنية لتحقيق التغيير المنشود والانتقال السلمي للسلطة.. ورغم الدعوات المتكررة من القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، ونائبه الأخ عبدربه منصور هادي وكافة قيادات الدولة والمؤتمر الشعبي العام للجلوس على طاولة الحوار للاتفاق على الطريقة السلمية لانتقال السلطة والدعوة المتكررة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بإشراف مراقبين دوليين لضمان نزاهة الانتخابات، إلا أن القوى المغامرة التواقة للوصول إلى السلطة عبر الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية ترفض كل الحلول السلمية وتصر على تنفيذ مخططها الانقلابي ستقود إلى انقلابات قادمة والدماء التي ستسفك لتنفيذ الانقلاب ستجر وراءها أنهاراً من الدماء والضحية في الأول والأخير هو الشعب اليمني، فالذين سيقتلون هم يمنيون والدماء التي ستسفك هي دماء يمنية والإمكانات التي ستدمر هي ملك الشعب فلماذا الرفض للحلول السلمية؟. لماذا العناد والمكابرة والمغامرة على سلوك الطريق الذي سيؤدي إلى نفق مظلم والذي لا يعلم إلا الله نهايته؟.. لماذا لا يتم الاستجابة لصوت الحق وصوت العقل والحكمة؟. لماذا الإصرار على الزج بالوطن والشعب في أتون فتنة لا تُبقي ولا تذر وستحرق الأخضر واليابس ولن ينجو منها أحد لا في السلطة ولا في المعارضة؟.. لماذا لا يتم الاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى في سلوك طريق السلم وعدم اتباع خطوات الشيطان؟. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) صدق الله العظيم. مازالت لدي ثقة كبيرة أنه لم يفت الأوان بعد وأنه مازال هناك إمكانية لإعمال العقل والحكمة والعودة إلى جادة الصواب من أجل مصلحة الوطن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره ومقدراته.