ها نحن اليوم نحتفل بالثورة السبتمبرية العظيمة.. هذه الثورة التي كان لرجالها الفضل الكبير في إنقاذ الشعب اليمني العظيم من براثن وأنياب جحيم الجهل والظلم والذل والفقر والمرض وإدخاله إلى جنان الحرية والعدالة والتطور والازدهار الحضاري ولم يقف هؤلاء الرجال عند هذا الحد بل عملوا على دعم ومساندة بواسل الثورة الاكتوبرية المجيدة في جنوب الوطن “سابقاً” وشاركوهم النضال ضد الاستعمار البريطاني والذي استسلم في النهاية للمقاومة اليمنية وخرج من أراضي الجنوب مهزوماً ومدحوراً وعيناه تذرف دموع الحزن والأسى على فراق أرض طيبة على أهلها ومنيعة وطاردة لكل من يريد اغتصابها ونهب وسلب خيراتها ومناجم ثرواتها. وبعدما حققت كلا الثورتين انتصارهما العظيم على طواغيت الكهنوت الإمامي والاستعباد البريطاني.. ظل رجالها الكرام يتحاورون معاً من أجل تحقيق الهدف الأكبر من وراء قيام الثورتين وهو إعادة تحقيق وحدة الأرض اليمنية.. ولقد ظل هذا التحاور الوحدوي باقياً حتى تحقق كلياً في يوم ال 22 من مايو 1990م. ها نحن اليوم نحتفل بالثورة السبتمبرية العظيمة ولكن حجم احتفالنا بها ليس كما كان في السابق فقد تضاءل فينا شكلاً ولكنه مازال كبيراً فينا مضموناً فاستمرار الأزمة السياسية قد غرست فينا كتلاً من الألم والحزن وأجبرتنا على لبس عمائم الخوف من أن يأكلنا “دراكولا الحرب الأهلية”.. ولم تكتف الأزمة بذلك بل اسقتنا من سموم المنغصات كؤوساً عديدة وبذلك تكون قد سلبتنا بهجة الاحتفال بأيامنا الوطنية بدءاً من يوم ال 22 من مايو الماضي ومروراً بيوم ال 26 من سبتمبر الحالي وأتمنى أن لايستمر حالنا كما هو مع آخر أيامنا الوطنية من عامنا الحالي 2011م وهو يوم ال 14 من أكتوبر القادم.. ولذا فإني أوجه نداءً عاجلاً لكلا طرفي النزاع السياسي بضرورة العمل سريعاً على إنهاء الأزمة وذلك لأن الشعب اليمني العظيم يريد العيش بأمن واستقرار.. ويريد أن يحتفل بأعراسه الوطنية في أمن وسلام واستقرار. ويريد أيضاً أن ترتفع على قمم جباله الشامخات رايات بيضاء ومكتوب عليها العبارات التالية: “ابتسموا .. أنتم في البلدة الطيبة”. “ابتسموا .. أنتم في وطن شعبه أصل العروبة وسيوف الله المسلولة”. “ابتسموا آمنين .. فأنتم في ظلال شعب هو الأرق قلوباً والألين أفئدة والأكثر كرماً وتراحماً وتكافلاً وإخاءً”. «ابتسموا .. أنتم في وطن الحكمة والإيمان». «ابتسموا .. فأنتم في رحاب اليمن السعيد».