قبل أيام قلائل احتفلت بلادنا بالعيد ال48م لانتصار الثورة السبتمبرية وهي الثورة الأم نظراً لما تحقق في عهدها من الانتصارات والطموحات التي كان شعبنا يطمح إليها والمتمثلة بأهدافها الستة المعلنة صبيحة ذلك اليوم الخالد،وها نحن اليوم نحتفل بالعيد ال47 لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة وهي الوليد الشرعي للثورة السبتمبرية الأم والتي كانت السند والحضن الدافئ للثورة الأكتوبرية فبعد عام واحد فقط من انتصار ثورة سبتمبر كان لابد لثورة أكتوبر أن تنطلق من أعالي جبال ردفان الشماء ترجمة لأحد مبادئ الثورة وهو، تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني, فكان العام 1963م من القرن المنصرم وتحديداً يوم 14 أكتوبر هو البداية الحقيقية للنضال المسلح الذي زلزل أقدام المستعمرين في كل بقعة من بقاع جنوب الوطن فما من جبل وسهل وواد ومدينة وقرية إلا وتخضبت بدماء الشهداء الذين قضوا نحبهم لتظل شعلة الثورة متقدة حتى بلوغ الهدف وهو طرد الاستعمار فاستمرت قوافل المناضلين من أبناء اليمن شماله وجنوبه يتسابقون لأداء الواجب في صفوف الثوار واستمر لهيب الثورة وعنفوانها ما يقرب من خمس سنوات أي منذ انطلاقها في العام 63م حتى العام 67م وتحديداً الثلاثين من نوفمبر الذي فيه أبناء اليمن على موعد مع النصر المؤزر ففي هذا التاريخ اليماني المشرق تم إنزال العلم البريطاني من على السارية التي كان مرفوعاً عليها وبهذا اليوم أيضاً غادرت آخر سفينة بريطانية وهي تحمل معها آخر الجنود البريطانيين وهو ما مثل انتصار الإرادة اليمنية. ومن المعلوم أن من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر هو ذلك الهدف الكبير والعظيم لكل أبناء شعبنا وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وكان من المفترض أن تتحقق الوحدة أو تعلن يوم إعلان الاستقلال في ال30 من نوفمبر إلا أن الظروف حينها كانت غير مواتية لتحقيق ذلك الهدف لكن الوحدة اليمنية ظلت في ضمير ووجدان كل يمني وظلت أيضاً هدفاً أسمى للقيادات السياسية تجسد ذلك من خلال الفعاليات والنشاطات والمؤتمرات واللجان التي شكلت للتعجيل في تحقيق ذلك إلا أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية قد حالت دون الإسراع في تحقيقها وظلت بعيدة المنال لثلاث وعشرين سنة من الزمن تخللها خلافات وحروب وانتكاسات ومؤتمرات هنا وهناك إلا أن كل ذلك لم يهن من عزيمة اليمنيين ومن إرادتهم حتى تحقق ذلك الحلم الوحدوي في ال22 من مايو 1990م وبهذا التاريخ استعاد شعبنا اليمني وجهه المشرق وعادت اللحمة للشعب اليمني أرضاً وإنساناً فكبرت اليمن بثورتها ووحدتها وأصبح لها كيانها الإقليمي والدولي المؤثر على الساحة الدولية وعلينا أن نعيد ذاكرتنا إلى زخم ووهج الثورتين لتكون منطلقاً لشحذ الهمم في البناء والتنمية.