تطل علينا اليوم الذكرى ال(49) لثورة ال (26) من سبتمبر، سبتمبر الثورة والمجد تعود من جديد بأمل جديد، سبتمبر المجد كانت المرتكز الصلب الذي انطلقت منه ثورة (14) من أكتوبر، ومن يعود بالذاكرة إلى الوراء ويسترجع سنوات مضت من القرن الماضي وتحديداً الستينيات منه، سيجد أن اليمن كان معزولاً تماماً من كل شيء وأي شيء ومن كل محيطه.. فالحكم الكهنوتي الإمامي آنذاك لم يترك سانحة إلا ودق فيها مسماراً بهدف إعاقة أي اتصال بما حول اليمن واليمنيين، فضلاً عن كون الوطن بفعل سياسة الاستبداد والقهر والظلم عاش عقوداً بعيداً عن أي تطور أو نمو وعن أبسط متطلبات الحياة، في ظل هذه الصورة القاتمة ظل أبناء اليمن يتطلعون إلى انبلاج فجر جديد، ويوم مشرق جميل بعد عناء طويل، وتخلف مدقع وهمّ طال مداه، وهو ما تحقق في ال (26) من سبتمبر عام 1962م. 26 سبتمبر يوم التحرر والانعتاق من عبودية الظلم والتخلف، لتبرز أهداف الثورة تعبيراً صادقاً وأميناً يتطلع إليه الشعب اليمني، ليحيا حياة كريمة وآمنة ومستقرة. ثورة (26) سبتمبر ومضة إشراق في سماء الأمة العربية جمعاء، وهي روح وجوهر تطلعات الشعب اليمني إلى التقدم والوحدة والديمقراطية، وفي قراءة سريعة في سجل الإنجازات التي تحققت لشعبنا في طول وعرض البلاد سندرك ذلك التقدم الكبير الذي صنعته ثورة (26) سبتمبر في مختلف القطاعات حيث انتشرت المدارس والجامعات والمستشفيات الحديثة والطرقات في عموم محافظات الجمهورية اليمنية ووجد فيها الشعب اليمني ملاذاً آمناً، وحرية وكرامة، وتطلع إلى آفاق رحبة، ومستقبل زاهر. هذه الذكرى الخالدة تطل علينا هذا العام في ظل أزمة سياسية تعصف بالوطن اليمني، تهدف إلى التغيير الذي يعد من سنن الحياة وهو أمر مطلوب ومقبول لدى الجميع، فالتغيير بدلالاته ومعانيه هو التطلّع إلى حياة أفضل ومستقبل زاهر، وإلى حياة كريمة وآمنة يتساوى فيها الجميع، وتزول الفوارق إن وجدت ولن يتأتى ذلك إلا من خلال وضع مصلحة الوطن أولاً فوق كل اعتبارات وولاءات وأشخاص، وتقديم التنازلات لهذا الشعب الذي عانى كثيراً، وفي تقديري إن الحزب الحاكم والمعارضة والشباب يدركون ذلك ويشعرون المأزق والمخاطر التي تحدق وتهدد الوطن اليمني وحسبي أنهم جميعاً سيضعون مصلحة الوطن والأمة في المرتبة الأولى من خلال إيجاد حلٍ سياسي، هذا أملنا، وأملنا في الله أبقى وأكبر.. والله من وراء القصد. [email protected]