عندما تطل علينا أعياد الثورة اليمنية سبتمبرواكتوبر ونوفمبر أتذكر ماكتبة يوماً الأستاذ/عبد الرحمن البيضاني نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في عهد الرئيس(السلال) يصف كيف كانت حياة الشعب اليمني شمالاً وجنوباً قبل اندلاع الثورة كتب : «كانت هذه الحياة حياة اليمن يقينها شك، أملها يأس، حريتها سجون، أمنها مذابح، خيرها ذُل، لحنها حزين، مجدها أنين، وشعبها يتمزق في متاهات الأرض، ثم يلتئم فينتقل في نعوش وجنائز ومقابر». ولهذا عندما تأتي ذكرى سبتمبر وأكتوبر يحق لنا الاحتفاء والابتهاج بهذين العيدين المجيدين الخالدين واستحضار تلك المآثر البطولية لأحرار اليمن وأبطال ثورة سبتمبر وأكتوبر الذين حملوا أرواحهم على أكفهم قرباناً للوطن وما ننعم به اليوم من تطور ونمو ونهضة شملت مختلف القطاعات يجعلنا نتذكر الواقع الأليم الذي كان يعيشه أجدادنا وآباؤنا فقد كان الفقر والجهل والمرض هذا الثالوث الرهيب هو السائد في شمال أو جنوباليمن. هذه الثورة التي نقتطف ثمارها اليوم يجب أن نحافظ على كل منجزاتها، منجزات لم تقف عند حدود العاصمة صنعاء أو العاصمة التجارية عدن بل منجزات تمددت بمختلف المحافظات، ولتعم كل بقاع الوطن وتوَّجت بتحقيق حلم كل اليمنيين ( الوحدة اليمنية المباركة ) والتجربة الديمقراطية التي ارتبطت بعهد الوحدة. لقد مثلت ثورة (14) من أكتوبر المجيدة والتي نحتفل هذه الأيام بعيد ذكراها ال (48) ومضة إشراق لتحرير جنوباليمن المحتل من قبل الاستعمار الأنجلوسلاطيني، ولقن الثوار المستعمر البريطاني دروساً في النضال والانعتاق والحرية، وقدم الشعب قوافل من الشهداء الأبطال في مقدمتهم راجح بن غالب لبوزة وعبود ومدرم وغيرهم من الشهداء الأبطال، واليوم ونحن نحتفل بالذكرى ال (48) لثورة ال (14) من أكتوبر حريٌ بنا أن نضع حداً لنزيف الدم المراق في صنعاء وتعز وغيرها من المحافظات من أجل الوطن ومن أجل أمنه واستقراره ومن أجل هذا الشعب الصبور الذي عانى كثيراً، وهاجر كثيراً في أصقاع العالم ألا يستحق التضحية وتقديم التنازلات له، ألا يستحق هذا الشعب الأمن والأمان والحياة الكريمة كغيره من الشعوب المجاورة. صنعاء اليوم تبكي موتاها، وتعز تذرف الدموع ويتردد صدى بكاء صنعاء وتعز في أرجاء الوطن كله على أولئك الشهداء من الشباب ومن الجنود والأطفال والنساء الذين اكتووا بنيران الأزمة، فمتى (يا الله) تنجلي هذه الأزمة وتعود البسمة لصنعاء وتعز وتودع الدموع والبكاء والعويل والنعوش والجنائز والمقابر متى؟ فيا سبتمبر وأكتوبر عودا لنا على محبة وإخاء، وسعادة وهناء، عودا لنا وصنعاء مبتسمة وتستقبل أعيادها بنفسٍ جديد، وعمر مديد.. والله من وراء القصد. [email protected]