لا يمكن ان يتخلى الإنسان عن الأنانية لأنها طبيعة مركوزة فيه والأنانية تظهر بشكل أكثر وضوحاً في الطفل أو المرأة، فالطفل يطلب إليك ان تشتري لعبة وعندما تدخل معه محل العاب فإنه يريد هذه – تلك – هؤلاء، وإذا لم تفعل فإنه يرسل دموعه مصحوبة ببكاء وتخرج مصحوباً بحرج غير قليل، والمرأة، تنصحك قبل الزواج ان تحترم أهلك وبعد الزواج، يصبح الأهل هم أبوك وأمك وإخوانك وأخواتك .. ثم يبدأ العد التنازلي أبوك وأمك وإخوانك.. أبوك وأمك ..أبوك. ثم أنت فقط، ولا يقف الأمر عند هذا الحد .. فعندما تضحك لابد أن تضحك لها فقط وان تشتري لها فقط وان تجلس معها فقط .. ثم أن يقتصر اضطهادها لك فقط.. ومن هنا يحصل التطور الهرموني والعقلي للرجل.. يبدأ شعره ليصبح أبيض، ثم يتقوس ظهره، ثم يبدأ يكلم نفسه، ثم إن لم يتماسك ويلوذ بالإيمان والصبر فإنا نعيذه بالله من الجنون. وللأنانية مظاهر أخرى، تظهر في سلوك الإنسان فهناك سلوك إيجابي يتمثل في الاستزادة من العبادة حرصاً على القرب من الله والتوسل لرحمته والفوز برضاه وجنته عن طريق فعل الطاعات وهناك الأنانية السلبية أن يزيد طمعك في الدنيا، فتذهب تأخذ حقوق الغير وتستولي على ماليس لك ولو كان حراماً.. ثم إن صديقك هو الذي تطلع في رأسه فكرة أو أفكار ليحدد لك نوع الطعام أو الشراب ونوع الأصدقاء ومجال العلاقات وفضاء المصالح.. أنانية مقيتة. وقد رأيت وسمعت قصصاً كثراً من هذه الأنانية.. فلماذا تسير مع فلان ؟ إنه شيوعي، ومقيلك مشبوه لأن فلاناً إخواني، وقد رآك فلان تتردد على منزل فلان انه يوزع منشورات ضد الدولة. وكنت في القديم تسمع لنصائح مثل لا ترافق فلاناً، إنه قاطع صلاة، إنه يدخن، إنه عاق والديه، إنه صعلوك لا تهمه سمعة السوء.. إن الأنانية أصبحت الآن تمارس على مستوى ذائع وشائع، فهناك قنوات إعلامية تريدك لها، وهناك أحزاب تطمع أن تصادرك وتصنع لك عقلاً وإحساساً، وهناك طبيب يريد أن يكون طبيبك الخاص ليجرب عليك علاجه ولو أودى بحياتك، وهناك تاجر يرى أن سلعه هي الوحيدة الممتازة مهما طلب إليك من ثمن.. وهناك المرأة التي تريدك ان تكون لها بشكل مطلق فعليك ان تستيقظ من نومك لأنها اسرفت في شرب الشاي، فلماذا تنام بينما هي يقظى ؟؟!!