الزواج قسمة ونصيب , وما من شاب ولا شابة إلا وهما يتمنيان الدخول إلى القفص الذهبي وإكمال نصف الدين ,ولكن ولعدة أسباب منها تدهور الوضع الاقتصادي والغلاء الفاحش و البطالة قد يجعل سن الزواج يتأخر عند الكثير من الشباب .. هؤلاء الشباب وفي ظل مجتمع اعتاد على الزواج المبكر يعيشون وضعا نفسيا صعبا بسبب ما قد يواجهونه من أسئلة وما يتعرضون له من ضغوط وإشاعات .. التحقيق التالي يسلط الضوء على المعاناة النفسية التي قد يتعرض لها من تأخر عندهم سن الزواج من الجنسين .. اتهموني بالشذوذ البداية كانت مع محمد علي 31سنة حيث قال:المشاكل التي يواجهها الشاب بسبب تأخر سن الزواج في القرية أكبر من تلك التي يواجهها الشاب الذي يعيش في المدينة لأن الناس في القرية يفضلون الزواج المبكر فوصول الشاب إلى سن العشرين دون أن يقدم حتى على الخطبة يجعل الناس يتساءلون بشكل ودي: متى الزواج؟ وعندما يصل إلى سن ال 25سنة يبدأ هنا الضغط على أسرته خصوصا إذا تزوج شاب أصغر سناً منه, لكن إذا بلغ الشاب مشارف الثلاثين هنا يصبح محط استفهام وتبدأ الأسئلة والاتهامات والإشاعات تكثر حول هذا الشاب. أنا مثلاً اتهمت بأني شاذ واتهمت بوجود علة في أعضائي التناسلية وهذه الاتهامات حطمتني كشاب يتمنى من صميم قلبه أن يتزوج، ومما عانيته بسبب هذا أنني كثيرا ما كنت أعود للأراضي السعودية بعد ترحيلي لليمن دون أن أزور أهلي رغم اشتياقي لهم وقد تعرضت بسبب هذا للاكتئاب بسبب حرماني من أهلي لفترات طويلة . ناقص رجولة أما مرون33سنة فقال : من يتأخرون في الزواج هم من عليهم تزويج أنفسهم بمجهودهم فأنا كمثال تعرضت للكثير من الإساءات منها الشك في رجولتي عند البعض واتهامي بأنني أقيم علاقات تمنعني من الزواج عند البعض الآخر, لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي وحتى أتخلص من هذا الضغط كنت أسافر دائما للعمل في مناطق لا يعرفني فيها أحد وكنت عندما أذهب لتلك المناطق أقول لهم أنني متزوج حتى لا أعيش نفس المشكلة. أولياء الأمور وناهبوا الأراضي هم السبب أما يحي 37سنة عامل بالأجر اليومي فقال : أعتقد أن الضغوط يجب أن تمارس ضد المسؤول والمتسبب الرئيس لهذه المشكلة وليس للشاب فالأب الذي يطلب مهراً قدره مليون هذا هو الذي يجب أن يقال عنه إنه غير طبيعي وإنه يعاني من عقدة نفسية لأنه لو كان سليما ما جعل من ابنته جارية تباع وتشترى وهذا لم يحدث أيام الرق في الجاهلية حيث كانت أفضل وأكرم وأجمل فتاة تزوج بخمسة أو عشرة رؤوس من الغنم أو الإبل . وغير أولياء الأمور فهناك من ينهبون الأراضي لأن السكن الخاص والملك أصبح أحد شروط الزواج في محافظة الحديدة وكثير من حالات الطلاق حدثت بسبب عجز الزوج عن الاستمرار في توفير السكن لعائلته بعد شهور من الزواج بسبب غلاء ايجار المنازل فوضع اليد على الجرح ومحاولة علاجه هو الحل . قهر الشاب عبد العزيز مدرس 26سنة قال : لي أخ يعاني من حالة نفسية وقد عرضنا حالته على كثير من الأطباء والراقين بالقران وهذه الحالة سببها الرئيس أنه يريد الزواج لكن الوضع المادي لا يسمح وعمره الآن تجاوز الثلاثين والمشكلة لها أكثر من سبب الراتب قليل وهو مولعي قات والمشكلة الجديدة الآن بعد أن عرف أنه مريض نفسي أصبح زواجه أكثر تعقيداً لأن مرضه يجعل الكثير يرفضون تزويجه رغم أنه لو تزوج لشفي , المشكلة أن الرجل هو أكثر من يعاني ويتعرض للتعب النفسي عند تأخر سن الزواج أما الفتاة فمشكلتها أقل وأبسط لأن لا أحد سوف يعتب عليها أو يتهمها بشيء فهي تنتظر نصيبها حتى يأتي، وأنا أعرف أشخاصاً يعيبون على الرجل الذي لديه زوجة واحدة فقط فما بالكم بمن لم يتزوج . مشكلة الفتاة أصعب بسبب تاريخ الصلاحية أما (نوره) موظفة 31سنة فقد قالت : عشت سنوات عدة وأنا أعاني من هذه المشكلة وغير صحيح أن الضغوط والتلميحات الجارحة هي من نصيب الرجل فقط فحتى الفتاة تنال نصيبها فكلما سألتني امرأة أو مراجعة في العمل هل أنت متزوجة؟ أشعر بالإحراج في الرد المناسب ,لأني أعلم جيدا أنني بمجرد أن أخبرها أنني ما أزال عازبة ستسألني لماذا لم أتزوج حتى الآن وكأن الموضوع بيدي ثم تبدأ في طرح الأسئلة الأخرى هل جاءك عرسان من قبل، إضافة إلى خوف البنت من المستقبل فالمرأة يجب أن تكون في كنف رجل وهي أكثر من الرجل إحساسا بالخوف والقلق على مستقبلها لأن الرجل يستطيع أن يتزوج في أي عمر حتى في الستين أما المرأة فلها تاريخ صلاحية إذا انتهى أصبحت غير صالحة للاستهلاك أيضا المرأة وضعها أصعب من الرجل لأن الفتاة عليها أن تنتظر وهي جالسة في بيتها لا أحد يعلم بها وغير مسموح لها بالخروج أو عرض ما لديها من مميزات في الجمال والأخلاق، ولهذا كثير من الأسر لا يعلم أحد أن لديها بنات في سن الزواج أما الشاب مشكلته المادة وهذه حلها سهل لو اشتغل وبطل القات إلى أن يتزوج . اعتدى على طفلة ليثبت لهم أنه رجل أما بلقيس 37سنة (خياطة) فقالت : نحن مجتمع فضولي وحشري أكثر من اللازم ومراعاة المشاعر سلوك راقي لم نصل إليه بعد , فانا مثلا عمري 37سنة وما زلت عازبة وفكرة الزواج بالنسبة لي أصبحت من الماضي لكن المجتمع يطرحها باستمرار فمثلاً في عيد الأضحى وعيد الفطر لدينا عادة وهي أن نقول للفتاة كل عام وأنت عروس، ونقول للرجل : كل عام وأنت عريس هذه العبارة يجب ألاّ تقال للكل خصوصا من يشكل لهم تأخر الزواج مشكلة نفسية أو موضوعا يحاولون نسيانه وأنا شخصيا أعرف شابا لم يستطع الزواج فكانوا يقولون إنه عاجز جنسيا وفي يوم اعتدي على طفلة وقال إنه فعل هذا ليثبت للجميع أنه رجل. رأي علم النفس في مستشفى دار السلام التقينا الباحثة رسمية التي قالت : كثير ممن يأتون للعلاج يكون لديهم هذه المشكلة والغالبية هم من الرجال فالزواج يمثل عامل استقرار للإنسان أيا كان نوعه أو مستواه وهو الطريقة الوحيدة للإشباع الجنسي والعاطفي في مجتمعنا وأكثر الأعراض النفسية التي قد يتعرض لها من تأخر في الزواج هي : القلق والاكتئاب الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلي الانتحار. الباحثة منى الكوكباني : يواجه الكثير من الشباب على مستوي الجنسين ضغوطات كبيرة من المجتمع سببه خوف الأسرة والمجتمع من أن يتسبب تأخر سن الزواج بهم إلى الإنحراف أو الشذوذ ولكن على المجتمع أن يفكر في مساعدة هؤلاء الشباب بدلاً من الضغط عليهم وتدميرهم نفسيا وأن تكون هناك جهات تحاول الاستفادة من طاقة هؤلاء الشباب وتقدم العون لهم من خلال الأعراس الجماعية. أسهل الطرق للحصول على عريس مريم 34سنة موظفة تقول: : لم أتزوج حتى الآن وكلما حاولت أن أسلي على نفسي يأتي في كل يوم من ينكأ جرحي وهناك من تأتى لتشرح لي أساليب النساء في الإيقاع بالرجل وجعله يأتي لطلب يد الفتاة للزواج ومن هذه الأساليب اظهار أنك مرتاحة ماديا لديك ذهب، راتب محترم أيضا إظهار المظهر بشكل مغري كالبالطوه الأنيق والفتان والجوال الفظيع علاقات الحب التي أصبحت تقام بهدف الزواج والإكثار من الذهاب إلى الأعراس و التودد إلى المرأة التي لديها أبناء ومحاولة إعلامها بما تمتلك الفتاة من مهارات في الطبخ ويقولون بأن الفتاة الآن عليها أن تفكر في مستقبلها وألا تضع يدها على خدها حتى يأتي العريس.