من غير المسموح به عند الأسر المتعصبة لانتمائها الأسري أن ترفض الفتاة أو حتى تعترض على قرارات الأهل في مسألة زواجها واختيار شريك عمرها, حتى لو كانت هذه القرارات سببا في أن يفوتها قطار العمر , أو في أن تصبح زوجة مع وقف التنفيذ أو منتهية الصلاحية، وفي هذا التحقيق سنطرح قضية الفتيات اللواتي يمنع عليهن الزواج من غير أبن العم وإصرار أولياء أمورهن على أن تبق الفتاة محجوزة لابن عمها فإن جاء لطلب يدها للزواج تزوجت وإن لم يأت عليها البقاء والانتظار إلى أن يتوفاها الله وإن حصل شيئاً من الندم على هذه القرارات فيكون بعد فوات الأوان.. وبعد أن يكون الزمن قد رمى بالفتاة إلى رصيف العنوسة , وهذه محصلة تحقيقنا: تزوج من أخرى ومازلت خطيبتة البداية كانت مع وفاء 29سنة حيث قالت: نحن عندنا ممنوع على الفتاة الزواج من غير ابن العم وأنا خضت مرارة هذه العادة السيئة فكانت كلما تأتي امرأة لخطبتي لابنها أو لقريب لها كان يقال لها باني مخطوبة لابن عمي رغم أن أبن عمي لم يخطبني لقد كبرت وأنا أسمع أني مخطوبة لابن عمي أنهيت الثانوية ودخلت الجامعة وتخرجت وأنا مخطوبة له حسب العادة وفي العام الماضي خطب وعقد وتزوج من فتاة أخرى ليست من العائلة لكن الوضع لم يتغير فهو ما يزال خطيبي هذا الوضع هو وضع غير طبيعي لكن من الصعب جدا الحديث فيه مع الأهل والنهاية معروفة أما أن أكون الزوجة رقم 2 أو أتزوج من غيره ولكن بعد سنوات من رجل عجوز . مصاب بمرض مزمن وزوجوه سوزان موظفة قالت: كان والدي يرد الخطاب ويقول لهم أني مخطوبة لأبن عمي لان والدي كان يعتقد أن أبن أخيه سوف يتقدم لي بناءً على كلام سابق كان بينه وبين أخيه لكنني لم اكن اريد ان أتزوج بأبن عمي وكنت ادعو الله ألا يكون من نصيبي وقد أستجاب الله لي فقد خطب وتزوج من أخرى والحمد لله على هذا ' لكن المشكلة التي واجهتني بعد هذا هي أن الناس أصبحوا يعتقدون اني مخطوبة وقد أنتشرت هذه الحكاية ودائما ما كنت أسأل متى الزواج لكنني كنت أوكد للجميع انني غير مخطوبة وأخيرا تقدم لي شاب جيد ومن عائلة من نفس مستوانا وقبل شهر عقد القران ' ولهذا يجب على الأب ان يضع نصب عينه مصلحة أبنته وسعادتها قبل كل شيء فإذا كانت مصلحتها وسعادتها مع شخص من خارج أسرة ألاب فعليه أن يزوجها له والمشكلة التي تحدث عادة عند هذه الفئة من ألاباء هو اصرار الاب على ان تتزوج أبنته من أبن أخيه لمجرد أنه أبن أخيه حتى لو كان فاسدا أو فاسقا أو غير مؤهل لزواج , واعرف أباً زوج ابنته على أبن أخيه الذي لم يجد فتاة تقبل به لانه يعاني من مرض البرص فحاول الاب أن يصنع مع اخيه معروفا فزوج أبنه بابنته . تزوجت بمن سرقت قلبي هادي محمد 33سنة قال: كان عمي يريد أن اتزوج من أبنته وحصل مع الاهل حديث بخصوص هذا الموضوع وتحدثت اختي معي حول الموضوع بالهاتف وكنت وقتها مسافراً خارج الوطن للدرسة فقلت خير إن شاء الله.. بعد سنتين عدت وكنت قد نسيت هذا الموضوع تماما لاني كنت قد وجدت فتاة سرقت قلبي وروحي بجمالها وحلاوة معاملتها وأسلوبها وأخلاقها العالية وكنت قد قررت ان انزل للبلاد واتزوج بها وهي يمنيه مثلي وتعيش في اليمن وقد تعرفت عليها عن طريق زوجة أخي فهما كانتا صديقتين وعندما فتحت الموضوع مع أهلي شعر والدي بالقلق والخوف من ان يخسر أخاه بسبب رفضي الزواج من أبنته فقمت بزيارة أسرة عمي وقدمت لهم الهدايا وفي الأخير فتحت الموضوع مع عمي وشرحت له وضعي وطلبت منه الا يؤثر هذا على العلاقة العائلية فتفهم الامر وتزوجت من الفتاة التي أحبها وبعدها طلب اخي الزواج من بنت عمي فوافق عمي على الفور فكثير من الناس يفضلون الزواج من الأقارب من اجل تقوية العلاقات العائلية لكن الزواج بدون اقتناع وبدون رغبة او حب قد يؤدي إلى حدوث خلافات بين الزوجين والتي ربما تنتهي بالطلاق. 12 سنة فشخرة وحرق أعصاب شيماء 31سنة قالت: منذ أكثر من 12سنة وأبي يرفض كل من يتقدمون للزواج مني لأنه يريد أن يزوجني لابن عمي ورغم أن من تقدموا لي كانوا أشخاصاً محترمين جدا ومن عائلات معروفة إلا أنه رفضهم من أجل ابن أخيه الذي فشل في دراسته ويعيش عالة على أهله وكل ما يفكر فيه هو أن يذهب إلى السعودية ثم يأتي لينفق كل ما جمعه هناك على القات والعزائم والفشخرة الكذابة ثم يعود إلى السعودية مرة أخرى وهكذا ورغم فشله إلا أن والدي يريد أن يزوجه لمجرد أنه أبن أخيه. اعتذار بعد 10 سنوات بشرى 33سنة قالت: كلما تقدم لي شاب يأتي ابن عمي ويعترض ويقول بنت عمي أنا أولى بها من الغريب وظل الحال يسير على هذا المنوال وبعد 10سنوات جاء لوالدي وأخبره أنه سوف يتزوج من فتاة أخرى تقبل والدي الأمر ولكن أحدا لم يتقدم لي لأن الناس خلاص اقتنعت أني مخطوبة لابن عمي المشكلة أن لا أحد يشعر بتأنيب الضمير بسبب ما حدث لي فهو متزوج وسعيد في حياته ووالدي قام بواجبه مع أخيه وابنه وأنا ضاعت أجمل سنوات عمري و أنا أنتظر فارس أحلام والدي الذي أعتذر بعد 10سنوات. الرفض بعد انتهاء الصلاحية حرام انتصار 25سنة طالبة جامعية قالت: لا مشكلة عندي في الزواج من ابن عمي ولا مانع من أن أنتظره خمس سنوات أو عشر سنوات أو حتى العمر كله إذا كان يريدني حباً لي ورغبة منه في أن أكون شريكة حياته لكن المشكلة هي أن أنتظره سنوات طويلة من عمري وأهلي يظلون يرفضون من يتقدمون لي وقد يكونون أفضل منه ثم بعد ذلك يذهب ليتزوج بأخرى ويتركني بعد أن أكون قد انتهت صلاحيتي , ورأيي حول هذا الموضوع وهو ربط الفتاة أو حجزها حرام لأن فيه ضياعاً لعمر الفتاة وقطعاً لنصيبها، فإذا كان لا يريد الزواج من بنت عمه عليه أن يكون صريحا من البداية ويترك البنت تشوف نصيبها . ألاب هو المسؤول سامية 23سنة قالت: أعتقد أن هذه العادة خفت عن السابق والذي يتحمل ضياع نصيب الفتاة أو ربطها لسنوات طويلة ليس ابن العم ولكنه والد الفتاة لأن الواضح في هذه القضية هو أن والد الفتاة يقرر من نفسه أن تكون ابنته لابن أخيه دون أن يسأله عن رأيه في هذا وفي الأخير وبعد أن يكون قد رفض الكثير ممن تقدموا لابنته ' يجد أن أبن أخيه قد تزوج من الفتاة التي يريدها وأن بنته قد أصبحت خارج نطاق الخدمة, ولهذا يكون ألأب هو من يتحمل المسئولية كاملة عما قد يحدث من عنوسة أو تأخر زواجها أو ضياع فرص الزواج المناسبة لها أو إنجابها لطفل مريض بأحد الامراض الوراثية . شباب مهند ونور نسفوا العرف محمد صغير 48سنة قال: كان في السابق يعاب على الرجل الذي تتزوج بنت عمه من رجل أخر وكان شائعا ان ابن العم أولى ببنت عمه وفي زمن الامام كما ذكر لي كبار السن ومن عاشوا في تلك الفترة أن الرجل إذا أراد تزويج ابنته على رجل غير ابن عمها عليه أن يأخذ موافقته أولا فإذا أبى وقال أنه أحق بها من هذا الغريب فإنه يحكم بها لابن عمها وكان المهر الذي يؤخذ من ابن العم نصف المهرالذي يؤخذ من الغريب لكن الشباب الجديد المتأثرين بمهند ونور أهم شيء عندهم في الفتاة التى يريدونها زوجة أن تكون جميلة وأن يكون يحبها وطز في اللحم والدم والقرابة . تسبب في عنوستها فطلب منها السماح أروى 32 سنة قالت: أختي عاشت هذه التجربة فمن صغرها كانت لابن عمها وكان أبي يرد الخطاب ويقول لهم أنها مخطوبة فسافر ابن عمي للدراسة في روسيا وأقام هناك سبع سنوات وبعدها عاد وهو متزوج ومعه ولد وجلست بعدها أختي تنتظر خاطباً لعل وعسى يطرق الباب لكن أحداً لم يأت وكان أبي يشعر بالذنب لأنه كان السبب في قطع نصيبها ويطلب منها أن تسامحه ويصر كثير من الآباء على تزويج بناتهم لابناء عمومتهن حتى يضمنوا قرب بناتهم منهم وخوفاً عليهن من الزواج القريب لكن توجد حالات يرفض فيها الشاب الزواج من بنت عمه والآن نجد أن الشباب أصبح يفضل عدم الزواج من ألأقارب بسبب ألأمراض ألوراثية التي قد تنتقل عن طريق الزواج بين ألأقارب , أيضا رغبة الشاب في أن يختار هو الفتاة التي ستكون شريكة حياته . زواج مع وقف التنفيذ ماجدة 37سنة قالت: منذ ولدت وأنا مخطوبة أو محجوزة لا فرق لأبن عمي وعندما كبرت وأصبحت فتاة لم أعترض على هذا بل بالعكس كنت أحبه ومنتظرة اليوم الذي أصبح فيه زوجة له سافر للدراسة وعاد لكنه لم يفتح موضوع الزواج نهائيا سنة والثانية ولا كلمة وبعد ضغط من الأهل وافق على العقد وبعد ستة أشهر تزوج بفتاة يحبها وأنجب منها ثلاثة أولاد وبنتاً وأنا في بيت أهل زوجي ولكن مع وقف التنفيذ وهذا ليس ذنبه فهو تزوجني على الورق إرضاءً للأهل وبعدها مارس حقه في الزواج مرة ثانية ممن يحب وهو ينفق علي ويزورني ويتحدث معي وأنا في بيت أهلي وأنا أيضا أقوم بزيارته وأتحدث مع زوجته وأولاده وزوجته لا تغار مني لأنها تعرف أن زوجها يعتبرني كأخت له وانه وافق على عقد القران منعاً للمشاكل. وضاع ربيع عمري خديجة 28سنة قالت: كنت أنزعج وأعترض كلما تقدم لي شاب ووجدت أهلي يقومون برفضه فورا وأنزعج أكثر وأثور عندما تقول لي أمي بأني جالسة لأبن عمي وكنت أقول لها محجوزة على أي أساس هل تكلم معكم بالموضوع هل قال أنه يريد الزواج مني أم أن الموضوع قائم على فرضيات وكنت أقول لأمي يا أماه حرام تردون كل هؤلاء العرسان من أجل شخص لم يقل حتى كلمة نعم أريد الزواج من بنت عمي لكن لا حياة لمن تنادي دخلت الجامعة درست وتخرجت وتوظفت لا جديد تحت الشمس وأخيراً تحرك الرجل وسمعنا أنه يريد الزواج لكن من واحدة ثانية لم يفاجئني الخبر لأني كنت متأكدة من حدوثه والسؤال هو ما ذنبي أن يضيع ربيع عمري وتضيع مني الكثير من فرص الزواج المناسبة . أضرار زواج الأقارب إختفى زواج الأقارب في أوروبا منذ حوالي 600 عام، لذلك فالأمراض الوراثية غير منتشرة بينهم. وفي بعض الولاياتالأمريكية لا تسمح بزواج أولاد العم والعمة أو الخال والخالة. أما اليهود خاصةً طائفة “الاشكيناز” يتزوجون من أقاربهم، لذا فهم يخضعون للفحص الطبي دائماً قبل الزواج لأن لديهم أمراضاً متوارثة. ويسبب زواج الأقارب تراكم الصفات الوراثية غير الجيدة مما يؤدي إلى ضعف النسل. كما يشارك كل إنسان أخاه أو أخته في نصف عدد المورثات التي يحملها ويشارك أعمامه وأخواله في ربع عدد المورثات، ويشارك أبناء وبنات عمه أو خاله في ثمن عدد المورثات العامل الوراثي المتنحي في أحد الوالدين أو كليهما ليس له القدرة على التعبير عن نفسه، إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل له حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معاً في المولود على هيئة المرض المعني. ويورث زواج الأقارب 82 مرضاً، مثل الإجهاض المتكرر، الإعاقات المتعددة، مرض الحويصلات المتعددة بالكلية، مرض الثلاسيميا، مرض زيادة الحديد بالدم، وبالتالي التأثير على كفاءة القلب والكبد والبنكرياس، مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين، مرض الأورام المتعددة بالقولون، وزن المواليد يكون أقل من زيجات غير الأقارب، زيادة نسبة وفيات الأطفال، نقص المناعة. وقد أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتخير إذ قال: “تخيروا لنطفكم” والتخير في عصرنا الحاضر يحتاج إلي الاستشارة الوراثية. عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: “اغتربوا كي لا تضووا” أي “تضعفوا”، زواج الأقارب لم يرد به نهي صريح في الإسلام ولا حث عليه. فهو متروك لاختيار الناس ما هو أنسب لهم, فإذا أختاروا ان يتزوجوا من أقاربهم فقط عليهم عمل الفحوصات قبل الزواج .
