مهما يكن قرار مجلس الأمن الخاص باليمن فإنه لن يكون أفضل بأي حال من الأحوال من قرار التوافق الداخلي الذي يغلق كل الأبواب والثغرات التي يمكن أن يتسلل من خلالها الشيطان ودعاة الشر من شياطين البشر، ولذلك ينبغي للجميع أن يقرروا مبدأ التعايش والحلول السلمية وينبذوا الحقد والكراهية ويفكروا بأن أحسن وأهم قرار هو أن نحل خلافاتنا بأنفسنا وبما يضمن عدم زراعة الحقد والعداوة ويغلق أبواب الفوضى التي قد تأتي من ثغرة في القرار الأممي أو من فقرة يختلف الجميع في فهمها أو تفسيرها، وكثيراً ما يحدث هذا اللبس، فيقرأ كل طرف ما يناسبه وما يروق له ويحاول فهم المفردات كما يريد وكما يتمنى أن تكون. لا بأس وقد جاء قرار مجلس الأمن على النحو الذي جاء عليه، ومن هنا ينبغي مراجعة المواقف وفهم الرسالة التي أرادها المجلس وهي أنه مع استقرار هذا البلد، وأنه قد أعطى فرصة لأطراف الأزمة لإحداث تقارب وصياغة حلول داخلية وأن مجلس الأمن لا يسير كما يريد أحد الأطراف دون غيره، ولن يكون بيد أحد أطراف الأزمة الداخلية، فالكل في عين المصالح الدولية يجب أن يكون كما يريده المجتمع الدولي المهيمن على مجريات الأمور الدولية. لا ينبغي لأحد الأطراف أن يظن ظن السوء والخطأ بأن مجلس الأمن في جيبه ويعتقد بأنه قادر على التأثير الكامل على العالم من خلال قضية البلد، فالعالم يحسب الأمور حساب مصالح، وأمن دولي يهم الجميع، وفي المقدمة أمن المنطقة الذي قد يصبح مهدداً نتيجة خطأ أممي، وفي هذا الشأن لا أحد يمكنه أن يضلل العالم بأسره ويدفعه لاتخاذ قرار خاطئ تكون عواقبه وخيمة على الداخل اليمني وعلى الأمن الإقليمي والدولي، وليفهم الجميع بأن الكذب لا يمكن أن ينطلي على كل الدول، فثمة من انتهج سبيل الكذب ووجد من يصدقه من هذا الشعب الطيب الذي لم يدرك أكثره أن الكذب أصبح حجر زاوية في معركة الأزمة الراهنة. الأمور ليست بتلك البساطة التي يظنها البعض ومن المهم أن يعود الجميع إلى رشدهم ويفكروا بطريقة أكثر واقعية، فقرار التوافق الذي يأتي من الداخل هو الأفضل والأمثل من عدالة تأتي بدافع المصلحة من الخارج ولن يجد هذا الشعب من يقف إلى جانبه من غير ثمن والثمن الذي يستسهله البعض اليوم جراء الغضب والعناد ومكايدة الطرف الآخر سوف يكون باهظاً مع مرور الأيام وسيندم البائعون بأثمان بخسة وحتى لو كان الثمن أكبر وأعلى فلا شيء يساوي هذا الوطن ومستقبل الناس والأجيال واستقلالية القرار والموقف في زمن يكون فيه ثمن الموقف ليس هيناً. الذين يقفون مع أحد الأطراف أو هم على استعداد للوقوف معه ونصرته ولو على الباطل لن يقفوا لوجه الله، وعلى أصحاب الطموح ألا تخدعهم الفرصة والدعم الذي يبدو لهم للوصول إلى مبتغاهم فالأيام القادمة ستكون ملغومة أمامهم أما بردود أفعال الداخل أو بالثمن المطلوب من الخارج أو بهما معاً ولا شيء أقل من ذلك، فهل يدرك أطراف الأزمة، أن أحسن قرار هو أن يتفقوا على حل يرضي الجميع وينزع فتيل القهر الذي قد يؤدي إلى حرب طويلة الأمد ؟ وهل يمكن لصوت العقل أن يرتفع ويتراجع صوت العصبية القبلية والحزبية لمصلحة هذا البلد، ومن أجل خير الدنيا والآخرة للمؤمنين الذين يؤمنون بالحياة الآخرة بعد الحياة الدنيا ؟ لا يمكن النظر إلى كل القرارات الدولية بمنأى من مصالح الطرف المهيمن أو الأطراف المهيمنة ومن هنا عليهم - أطراف الأزمة – أن يعوا هذا الأمر جيداً.