قديماً حين قامت الثورة اليمنية لامست الوجع وفتحت الآفاق للشعب، غيرت الحياة إلى الأفضل، جاءت الثورة بالعلم الذي انار العقول ورسخت العقيدة ليعم بخيره الجميع فقد كانت الثورة ضد الإمامة نبوءة تناقلها البسطاء وانتظرها الفقراء، غنى لها المثقفون، الثورة تأتي لتبني لا لتهدم أو لتخرب لذلك يجب أن نقف عند مسمى الثورة الحالية لنطرح تساؤلات: لماذا جاءت وماهي أهدافها ومن يقودها ولماذا يرفضها العقلاء وما سر احجام الشعب عن مناصرتها مؤكداً: الإجابة بسيطة لأنها غير مشروعة ولم تأت بالجديد. إلى العقلاء من عرفنا عنهم المواقف المشرفة بأصوات الحكمة نحتاج أصواتهم لتغلب الفوضى والضجيج. إلى أصحاب الأقلام الصادقة نحتاج إلى حبركم ليضيء ليل العتمة ويمحو الحبر العميل الذي دنس بياض الأوراق إلى كل وطني شريف يعرف معنى وطن يفهم معنى إنجازاً يحترم رغبة الآخرين الوطن لا يحتمل أكثر نحن كل يوم نشاهده يُسرق منا ونحن نتابع بصمت الوطن لي ولك، لأبنائي وأبنائكم، فلماذا لا نحافظ على حقوقهم حين نقرأ التاريخ نقف كثيراً عند أحداثه نطرح آراءنا وندخل إلى الأحداث نشاركها، نقيم كل نتائجها، نلوم نعتب على من خذلونا، من سرقوا بطولاتنا، من أساءوا إلى الوطن، أن الأجيال القادمة سوف تقف بصمت عند أصوات الأمس ونتائج اليوم، الصمت ليس رصاصة الرحمة لأن الرصاصة تطلق صوتاً قبل أن تذهب إلى مسارها لكن ماذا عملنا من أجل الكرامة نضحي فلماذا لا نضحي بفوضى سرقت كل الكرامة جعلت منا أناساً متعصبين حاقدين فوضويين، قتلة، عاقين لماذا لانتخلى عن فوضى يقودها فاشلون؟ لماذا لا يعود كل إلى بيته لأمه، لأبنائه، لوطنه؟ لماذا لا يعود كل لرشده وصوابه نفتح شوارعنا لنستقبل النهار دون خيام دون احجار مرصوصة ومتارس وهتافات جارحة لماذا لا نحتفل بالعلم موكب يزفه الشباب إلى الجامعات وفرصة عيد تسكن حدقات أطفالنا كل صباح؟. لماذا لا نتبادل الورود بدل الرصاص والقذائف؟ لماذا ننسى أننا شعب واحد تفرقنا مؤامرة معروفة يقودها ضعفاء النفوس؟ حينما ننسى أننا بشر، نخطىء، نظلم، نسيء للآخرين، نحتاج إلى رسالة أخلاقية تلامس الوجع ليطيب . الفوضى ليست حلاً بل حرب من نوع آخر ينتصر فيها الموت والدمار والخراب وموت الإنسانية والقيم. الفوضى كارثة تعطل الحياة وتهلك كل شيء عامر بالوجود لذلك باسم الله الذي نؤمن به ونتعبد إليه نطلب منكم أن تتركوا الخيام والشوارع والمدارس والجامعات وتعودوا إلى بيوتكم ونجعل يوم العودة عيداً للوطن.