أسعد مخلوقات الله هي البهائم كما قال المتنبي، وأحياناً أقول: بعض النساء أو أكاد أقول: النساء بألف الإطلاق أو لام الاستغراق كما يقول أهل المنطق.. فأنت تحدثها عما رأيته في الشارع من قطع الطرق بالحجارة والعجلات المشتعلة ناراً والمسامير الخارقة وعن هؤلاء الأشقياء حاملي الموت على أكتافهم وفي احضانهم وعن هذا الوضع الاقتصادي المزعج المحرج، وهي تحدثك عن اقتراب موعد عُرس فلانة – ولا تنس شراء الماكياج واختيار الثوب الذي هو أزرق فاتح ولماذا لا تأخذ الأولاد لرؤية ثور العيد الذي يُذبح في الحارة؟ وتقلب التلفاز فتجد النساء مشغولات بإعداد أفضل طبق شوكولاه وإعداد الآيسكريم الدانماركي وكيفية اختيار ستأثر المطبخ وان هناك طبيباً ماهراً اكتشف علاجات مناسبة (لتبييض) البشرة . وكدت أقول لزوجي (بدون تاء بعد الجيم) إن جمال المرأة هو في مكتبتها المعرفية وانه يحسن ان توجد مجلة العربي أو المعرفة في حوار مجلة التجميل أو الجمال – وان التوعية للنساء في مجالسهن الخاصة والعامة لضرورة تربية الطفل تربية سليمة أفضل من تتبع أخبار الزواج والطلاق والمشاكل الخاصة والعامة للآخرين. لأن النساء على هذا النحو، فإننا معشر الرجال ساهمنا بشكل فعال في اعداد عقولهن على هذا النحو المتخلف لأننا لم ننظر اليهن على أنهن جديرات بالعقل ولكن لأنهن جديرات بالزينة والفراغ.